جلست على البحر،أتأمل في علاقاتنا كنساء، وخاصة بأزواجنا..فرغم ان الكثير منا معشر النساء نسبيا مستقرة في وضعها الأسري-لكننا في نفس الوقت عموما نتقلب بين خض وثبات، وزعل ورضا،ونقص واشباع،وقرب وبعد الخ...تغير دائم وتحول مطرد..
تذكرت حديت الرسول صلى الله عليه وسلم:لما جاءته المرأة مبعوثة النساء تشكو أن الرجال اختصوا بأجر الجهاد وحرمت منه النساء، فقال لها الذي لا يتطق عن الهوى:أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله،فانطلقت الى صاحباتها تكبّر فرحا!!
فعلا، إن قضاء عمر في حسن المعاشرة ليس بالامر الهين للطرفين، لكن إعلان الرسول عيه الصلاة والسلام أن أجر الجهاد في ذلك للمرأة يوضح أن العبء اﻷكبر يقع فعلا على عاتقها! وهو ما نستشعره-بل ونشكو من عدم العدالة فيه-فنطالب بمساواة الرجل لنا في المعاناة، ولا ندرك أننا إنا إنما نطالب بالتخلي عن باب جهادنا! ثم نخرج لنبحث عن أبواب مجاهدة أخرى لمليء حاجة النفس الفطرية للسعي والتدافع والشعور بالإنجاز...
ولعل اﻷمر نفسه بالنسبة لدور المرأة كأم،حيث جعل الله الجنة تحت أقدامها، معلنا أن المسئولية الأكبر تقع على عاتقها، فلم تفرح بالعطاء، وركزت على العناء...
لعل كل ما الأمر في الحقيقة هو أن لكل-رجل وامرأة،متزوج أو أعزب،صحيح أو سقيم- لكل منا دوره في أن يعيش سنة الله في التدافع..التدافع بين المجتمعات، التدافع بين أفراد المجتمع الواحد نساءا ورجالا، التدافع بين أفراد اﻷسرة..بل التدافع بين الفرد الواحد ونفسه اﻷمارة التي جعلها الله له بين جنبيه!
وكأن الترقي لا يكون إلا بدوام التدافع-كل منا مع نفسه ثم في دوره-الرجل في مجتمعه وبيئته التي لا ترحم، والمرأة الزوجة في جهادها معه وبه وفيه!
وينبغي أن لا ينحصر مفهوم التدافع في معنى الصبر أو الخضوع والاستسلام، ولا هو مطلق الهجوم والنقد، بل هو أوسع من ذلك كله، كما أن مفهوم الجهاد للرجل لا ينحصر في القتل!
ينبغي أن يقوم مفهومه على تحقيق الحكمة.
ومعنى الحكمة هو: وضع كل شيء في محلّه..
فتتحقق الحكمة في الجهاد والتدافع: باسخدام السلاح المناسب في الوضع المناسب!
وتتفاوت الأسلحة بتفاوت المهارة، والذكاء، وحسن الخلق، والتدبير.
وكل إناء بما فيه ينضح.
الخميس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق