نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمعة

لنحذر انفلونزا الروح

من تأمل في الأخبار الطاغية على الساحة الإعلامية وجد أن انفلونزا الخنازير قد حازت على السبق.
وباقبال موسم الصيف والسفر، ما منا من أحد إلا ويعيد النظر في سفره، أو في البلد التي سيذهب إليها هل هي منطقة موبوءة بالمرض؟، ثم كيف يقوي مناعته، حتى لقد ارتفعت مبيعات الفيتامينات والمقويات رغبة من الناس في رفع مناعتهم وتقوية أجسادهم للتعامل مع المرض إذا ما تعرضت أجسادهم لها.
بل لقد بلغ بالحكومات القلق لدرجة أن أغلقت بعض المدارس أبوابها، واتخذت الدول إجراءات مشددة في مطاراتها وفي كل مكان يتجمع فيه الناس.
وحرص الناس على اتباع نصائح التحذير بكل دقة؛ ومنها أنهم حرصوا على تجنب التجمعات إلا للضرورة، وبقدر الضرورة، وتجنب الاقتراب أو المصافحة قدر الإمكان، ثم الحرص -بعد اي تجمع على التعقيم- وعند ظهور أي بوادر بالإسراع إلى أقرب مركز صحي لعلاجه وهو في مراحله الأولى، وتفادي تطوره إلى درجة الخطورة.
إذن فالتوصيات في التعامل مع الوباء خمس:
  1. تقوية مناعة الجسد.
  2. تجنب التجمعات.
  3. إذا دعت الضرورة للتجمع، فتجنب الاقتراب.
  4. الحرص على التعقيم بعد أي لقاء.
  5. المبادرة للمتابعة الصحية والتعامل مع الأعراض في بداياتها.
من يتأمل في الأحداث لا يملك إلا أن يتسائل في نفسه: لم لا أعتبر من أحداث الظاهر في إصلاح الباطن؟
 
ليتني أحرص على الوقاية من وباء الانفلونزا الروحية كما أخشى على نفسي من انفلونزا الجسد!!
 
ومن خلال  النظر في هذه الخطوات والتوصيات الوقائية، نجد أنها تصلح للوقاية من الأمراض الروحية، وذلك كالتالي:
 
  1. تقوية مناعة الروح، بالمداومة على الأذكار، والأوراد، والاستزادة بالوعي الوقائي والعلم الضروري، والاقتداء بالسنة النبوية.
  2. تجنب التجمعات والبيئات الموبوءة، ونفر منها فرارنا من المرض!! سواء أكانت هذه التجمعات فعليه، متمثلة بالأماكن الموبوءة بالغيبة أو ارتكاب المحرمات أو الدعوة إليها، أو تجمعات نفسية، متمثلة بالمواقع أو اللقاءات أو الصداقات الموبوءة أو المشبوهة على شبكة الأنترنت، أو غيرها من وسائل الإعلام مما نشاهد أو نسمع. وليتيقن كل منا أن كل صورة أو صوت تتعرض لها أذهاننا لا بد وأن تنطبع صورة منها في عقلنا الباطن، ولا بد وأن تترك أثر، منه ما يمكن إزالته، والكثير منه يصعب أو يستحيل التخلص منه.
  3. إذا دعت الحاجة والضرورة للتواجد أو المرور بأوضاع أو أماكن موبوءة أو مشبوهة، فالحرص على تقدير الضرورة بقدرها وإتمام الحاجة بأسرع وقت، والخروج بأقل تواصل ممكن. فأغلب حالات الوباء الروحي لم تكن بسبب اختلاط ضروري بقدر ما كانت بسبب عدم تقدير الضرورة بقدرها، وبل واستمراء الشبهات باسم الضرورة!!
  4. المبادرة للتعقيم بعد أي لقاء مشبوه، بالاستغفار والتوبة والوضوء والصلاة، لمسح أي آثار متبقية، فالأفكار والخواطر لا يمكن التحكم بدخولها إلى الذهن، ولكن لنكن كشرطي المرور حين يزدحم الذهن بالأفكار السيئة، بتمرير سيرها بسرعة وتجنب بقاء الأفكار أو التلذذ باجترارها وتداولها وتقلبها بالذهن، وعدم سقيها بوقود بالخيال.
  5. المتابعة الصحية الفورية، فإذا ظهرت بوادر المرض المبادرة بالتعامل معها.فكل شبهة هي بذرة لمحرم أكبر، وبالمبادرة بإزالتها ينتفي تطور المرض، وتسهل إزالته، وليكن أحدنا كالبستاني الذي يبادر بإزالة الأعشاب الضارة فور ظهورها لتجنب انتشارها أو تعمق جذورها، فلا تصل إلى الدرجة الوبائية أو الخطرة.
أسأل الله لي ولكم العافية من كل مرض، والوقاية من كل شبهة، وحسن الختام.
 
 

هناك تعليق واحد:

دخيل الله يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.