كثيرا ما نجد أنفسنا وقد حبسناها في قالب معين،قالب من صنعنا نحن، وذلك بان نقنع أنفسنا أنني "عصبية" مثلا، أو "أنا عندي كبرياء" ، "أنا خجولة"، "أنا كسولة" الخ. هي قوالب، أحيانا نفرضها نحن على أنفسنا، وأحيانا يمليها ويسقطها عليها المجتمع أو حتى من نحب دون قصد، كأن يقول:"أنت عقلك علمي" أو "أنت لا تملك تفكير رياضي" الخ.
لننتبه أن هده القوالب - وحتى ما يبدو لنا إيجابيا منها - قد تحمل في طياتها حبساً، يحبس النفس من الانطلاق غلى آفاق جديدة واسعة سواء في مجال الأخلاق أو العلوم أو الأعمال.
لو تاملنا في العرب الأوائل، نجد أن من أصر على التمسك بقالب موروثاته أو قالب مكانته أو صفات نفسه، أماته الله على كفره. ومن لم ينظر إلى الحق من خلال قالبه، بل نظر إليه مباشرة، رأى الحق وتقلّب معه، ودار معه حيث دار. فنجد سيدنا عمر بن الخطاب- وقد عرف عنه شدته وقسوته وعداوته للدين- لما رأى الحق تنازل عن قالبه، ومجده الاجتماعي وكل ما عُرف به في لحظة، وانتقل إلى فريق المستضعفين،، ونرى سيدنا أبو بكر- وهو المعروف برقته وليونته- لما تبيّن له أن الحق في التصدي لأهل الردة وعدم مسايرتهم، خرج من قالبه، واظهر القوة والشدة التي ناسبت ذلك الموقفن حتى قال: والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه للرسول صلى الله عليه وسلّم لقاتلتهم عليه!!
ونجد من تمسّك بكبريائه، وعنجهيته، فقد قال عنه الله تعالى أنه فكّر وقدّر، فقتل كيف قدّر!!
وقال فيه الله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}.
لا تقل: انا كذا وكذا، ودر مع الحق حيث دار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق