نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الثلاثاء

فلسفة الإجازات



فلسفة الإجازات

* بقلم شيخة المطوع

من حين لآخر يحتاج الإنسان أن يجدد نفسه، ويعيد النشاط والحيوية لذاته، وذلك بعد أن يأخذ إجازة قصيرة يعيد فيها ترتيب أولوياته ويخطط لما استجد من حياته، وقد يرتاح خلالها ويخلي نفسه من ضغوط العمل، ومتطلبات الحياة، ولا ضير في ذلك فقد روي في الخبر ((روّحوا القلوب ساعة وساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت.))

ومن منا لا يشتاق لإجازة من هذا النوع يلم بها شتات نفسه ويشحذ نفسه بالهمة والعطاء من جديد؟


لكن الحاصل أن الناس في هذه الأيام ((للأسف)) اعتادوا هذه الإجازات وألفوها، بل وراحوا يزيدون عليها أيامًا ويقطعون من سنواتهم شهورا بهدف الراحة والاستجمام والترويح عن النفس، فانقلب الترويح إلى عادة وأصبحت العادات تفرض نفسها على الدولة، فكثرت العطل، وخارت القوى وبردت الهمم، وأصبح الجيل الجديد شبة عاطل عن التفكير والعمل .......

فهو ما يلبث أن يعمل ويبدأ دوامه إلا وحنّت نفسه إلى عطلة، وأصبحت العطلات بلا إنجاز أو تخطيط أو إنتاج ... .
فترى الشباب منطلقين إلى الأسواق أو إلى (دور السينما) هائمين بلا هدف ولا غاية ولا متعة، وإنما همّهم ان "يقتلوا" أوقاتهم بكل ما هو غير نافع ...
وترى المطارات في أيام العطل تضجّ بالناس يتوافدون عليها من كل حدب وصوب ...
(يومين، ثلاث، لا يهم) المهم أن يسافر و(يغيّر جو) ...
كلنا يحب أن (يغير جو) ولكن لذلك ضوابط، وأوقات، وترتيبات لا تصلح في كل وقت وحين، فكما قالت لي أحداهن وهي تخاطبني باستغراب لما رأت العطلات في بلادنا العربية، وقد كانت تسكن في بلد غربي :
(عجيب .....الغريبون يعملون بكد طوال أيامهم وعطلاتهم معدودة، ونحن دوماً في عطل، يجب أن يكون المؤمن دوماً في عبادة وعمل)

فتأمل ....

ليست هناك تعليقات: