نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاثنين

قل ودل: أقم الميزان في حياتك وأعط كل ذي حق حقه


قال تعالى: «والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان»
ألا ترى كم كرر القرآن لفظ "الميزان"؟ لبيان أهميته
لا راحة إلا في المتابعة المستمرة لميزان الحركة اليومية في الحياة، والتأكد من عدم "طغيان" مهمة على حساب أخرى، محاسبة يومية لتفقد اي خلل، والمبادرة لإعادة التوازن.
«وأقيموا الوزن بالقسط، ولا تخسروا الميزان»

إن من أبرز أسباب مشاعر الشتات، والذنب، والقلق والتقصير والكآبة، هو التقصير في تطبيق مبدأ مهم جدا وأساسي، لخصّه الرسول صلى الله عليه وسلّم في قوله: (أعط كلّ ذي حق حقّه)
أو بإمكاننا أن نقول: (أعط كلّ ذي وقت وقته).
إن لبدننا علينا حق في العناية به صحيا - بأداء بعض الرياضة، والحرص على صحة طعامنا)
ونفسيا - بالالتزام بأذكار الصباح والمساء، والتفاؤل والتفكير الإيجابي،
وللزوج حق، وللأبناء حق في وقت نخصصه لهم دون التشاغل بهاتف أو مجلة أو مشاهدة برنامج مثلا،
وللصلاة حقها في التفرغ للخشوع فيها وترك الانشغال بما سواها،
وللقرآن وقت وحق،
ولكل منا مهامه وواجباته الحياتية الخاصة به لها عليه حق في أداءها وإعطاءها حقها من الوقت والاهتمام..
ثم بالمقابل هناك الملاهي واللذائذ والمشاغل الكثيرة التي تستهوينا، وتتجاذبنا للانشغال بها عن تلك الواجبات:
فمن كان محبوبها التسوق تنشغل به عما سواه وتبرر انشغالها عن واجباتها الأخرى بأنها تتولى شراء الحاجات،
ومن تهوى القراءة تنشغل بها عن حق تلاوة القرآن بحجة أنها تتثقف في دينها،
ومن تستمتع بالعمل الدعوي أو الخيري قد تؤخر صلاتها المفروضة أوتترك السنن بحجة العمل لله..
ثم نعجب بعد هذا: كيف نفتقد الراحة والسكينة والطمأنينة رغم أننا مومنون؟!..
لن تجد نفوسنا الراحة والسكينة حتى نعوّدها على الالتفات لكل لحظة تحضر وللحق الواجب علينا فيها، أو لصاحب الحق في هذه اللحظة، ولو كان ذلك على حساب رغبة النفس في أداء شيء آخر، ولو كانت طاعة أخرى!!..فلكل طاعة وقت تكون فيه هي الأولى..
اقم يومك على مبدأ (أعط كل ذي حق حقه) وانظر في لحظتك الحاضرة، ما المطلوب الأول فيها، وأده على قدر استطاعتك، ثم التفت إلى ما تحب..
فالمؤمن ابن وقته.
جّرب ممارسة هذا المبدأ لمدة اسبوع وسوف تستشعر الفرق في نفسيتك.

ليست هناك تعليقات: