نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الخميس

الدين، والضمير

يختلف الإنسان عن الحيوان بأنه لا تسيره الغريزة، وإنما هو مثقل بحمل
مسئولية التحكم والاختيار في السلوك. نحن نحمل المسئولية لأننا نملك
السيطرة.
الرسالة التي أوصلت إلينا بنزول آدم وحواء من الجنة هي الحقيقة التي لا
مفر للإنسان منها، أنه مطلوب منه الاختيار وأنه يتحمل عاقبة اختياره.
فما هو الضمير؟
يقول أبراهام لنكولن :- ((الضمير هو الصراع العالمي الزلي الأبدي بين
مبدئي - الحق والباطل))
في الطفولة الضمير هو الخوف الداخلي من فقد حب ورضى الوالدين. عند الكبر
هو مجموعة الأوامر التي نمليها على أنفسنا لتكتمل إنسانيتنا. والفائدة من
الضمير أننا إذا عملنا بمقتضاه فإنه سيقينا من عناءين: العناء النفسي
متمثل بِالشُّعُورِ بالذنب، والعناء اَلْخَارِجِيّ أو الاجتماعي المتمثل
بالإحراج أو الخزي .
وهناك ارتباط وثيق بين الدين والضمير، فالأمر الذي يحدد ما يملى على
النفس هو غالبا الدين. إذا سألنا أنفسنا ما الحكمة من أن كل ألأديان
تشترك في تحديد قوانين صارمة للسلوك؟ هل هو لمجرد حب السيطرة؟ هل هو لكبت
الرغبات كما يدعي البعض؟ كلا، إنها وضعت لتكون بمثابة دليل يساعد الإنسان
في صراعه بين إغراء الإشباع الفوري للرغبات، أو حفظها إلى أن يحين
أوانها.
إن القيم هي الدليل المباشر لنا في تحديات الحياة، بالضبط كما تكون
البوصلة دليل مباشر لنا خلال العواصف البحرية .

تلك هي مقومات الشخصية المتميزة. إن حقيقة الشخصية هي ما تكونه أنت حينما
لا يكون حولك أحد يراك أو يسمعك أو يعلم بك! وهذ هو "الإحسان".

ليست هناك تعليقات: