نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الخميس

طريقي 11 - 15

١١
أحيانا نشعر بحاجة لتوقيف الزمن لنلملم شعاث أنفسنا، فنبض الحياة يضرب
بسرعة تكاد تقتلنا، يمضي الوقت وننسى أنفسنا!
نحن لا نمنح أنفسنا الوقت لتأخذ ما تحتاج من هدوء، فنشعر بإحباط وينعكس
ذلك على استقرارنا!
علينا أن نستغل لحظة في وسط الزحام، نعيشها بكل حذافيرها، ونلتقط فيها
أنفاسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا، ونستشعر فيها بمتعة السكينة.
إن لم نفعل، فسوف نتحول إلى ريشة في مهب ريح الوقت يحركنا كيف يشاء.
١٢
المعية تعني التلازم والإحتواء، ولا تشترط الوجود المادي.
حين نشعر بالحنين نستطيع أن نتواصل ذهنيا دون أن نلتقي، وهذا التواصل قد
يبث شعور بالمتعه أعمق و أجمل.
أحيانا القرب المادي قد يؤدي إلى فقد المتعه وشعور بالإكتفاء، فهناك خط
رفيع يفصل بين القرب والإختناق، وحتى نستطيع المحافظه على المتعه لا بد
أن تكون المعية رغبة وليست ضرورة!
١٣
العقل/القلب /الروح/الجسد أضلاع أربعة تقود الإنسان!
إذا قاد العقل وحده ساد الجمود، وقبرت المشاعر، وخوت الروح، وخار الجسد!
وإن قاد القلب تعطل العقل، وماتت الروح، وسقم الجسد!
وإن قادت الروح إنعزلت عن العقل، والقلب والجسد!
لا تتحقق المعادله إلا بالصلح بين الأضلاع الثلاثة العقل والقلب والروح
وإحتواء الجسد لهم ولا يتم الصلح إلا بإدراك حاجة كل ضلع وإرضائها بشكل
يحقق التوازن السليم!
١٤
البصيرة أمر لا يصل إليه الإنسان إلا بالتجرد والإنسلاخ من عوالق الدنيا!
فهي كالمرآة كلما لامسها الغبار فقدت بريقها!
والبصيرة مراتب كلما تخلصنا من الماديات إرتقينا مرتبة، وهكذا حتى نصل
لمرتبة البصيرة النافذه، وفيها يكون المرء ذو حكمة وقدرة على خلق حالة من
الصفاء تنتقل لكل من حوله!
١٥
حسم الأمور أمر ضروري للشعور بالإستقرار، وتأجيل القرار لا يعدو أن يكون
موت بطيء للنفس يقتل كل ما فيها من أمل.
أحيانا نحتاج أن ننظر بمنظار مختلف لنصل للأنسب. ليس بالضرورة أن يكون
اتباع المعتاد هو الصواب. قد يكون التمرد على الواقع هو القرار السليم.
المسأله قد لا تتطلب ذلك الزخم من التفكير، وقد تكفي العفويه لتقديم حل
جذري، ولا يكون ذلك إلا بكسر قيود أنفسنا، وإطلاق العنان لحقنا بتجربة
طريق آخر!

ليست هناك تعليقات: