نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمعة

طريقي ٢٤- النهاية

طريقي 24:
تجربتي في العزلة:
إحساس عالي بقدرة الله وملاحظة دقائق خلقه فتح أمامي أفقا واسعا وطاقة
لا حدود لها.
عجيب ذلك الشعور بالهدوء الذي ينبعث بالنفس ويمنحها الحياة بنكهة مختلفة
تكاد تصل بها لدرجة النشوة، عندها فقط يحصل الإلتئام للجرح والشفاء
للروح.
الإنفراد بالنفس يمنحها إشباع من نوع خاص مستمد من الإستمتاع بالسكون،
أحيانا السكوت يعلم الحكمة.
في جنبات كل منا صوت موجه للصواب نحتاج للهدوء لنتمكن من سماعه.
طريقي 25:
أحيانا نشعر بأننا نبحر وحدنا في الحياة ومهما حرصنا على توجيه الشراع
باتجاه اليابسه نجد أنفسنا لا زلنا في عرض البحر تتلاطم الأمواج من حولنا
وتحركنا كيف تشاء.
حتى عندما نحاول جاهدين لرفع أصواتنا منادين نكتشف أننا نستعمل موجه
مختلفه لا يلتقطها أحد وإن وصلت عبر تيار تردد عالي لا تكاد تفهم وكأنها
لغة لا قاموس لها!
بالرغم من الألم الظاهر بالصوره إلا أنها واقع كثير منا وقبوله والتعايش
معه قد يكون سبيل النجاة.
طريقي 26:
لم أجد مثله جليس ولا أفضل منه مؤنس يذهب بي بعيدا عن الهموم و يرقى بي فوق الأفق.
أنني معه في حالة تعلم دائم وكأني أحاول أن أصل لقاعه ولكن عمقه بلا حد .
عندما أبحث عن الإجابه فهو الشافي لسؤالي، وعندما أعتل فهو الدواء لسقمي.
لا يتخلل علاقتي به ملل أو رتابه بل هي في تجدد مستمر وإكتشاف دائم.
كلامه مقدس لا يأتيه الباطل، كامل متكامل يضفى على وجهي نور رباني وفي
قلبي سكينة روحانيه..أنه قرآني.
طريقي 27:
البحث عن المجهول رحلة قد تطول وتستغرق العمر كله وفي نهاية المطاف لا شيئ!
لكل منا مجهول يبقيه متشبثا بالحياة ناظرا للأمام بشغف وترقب . ولكن هل
رحلتنا في البحث تستحق كل هذا العناء؟! عجيب أمرنا نستمر بالمضي بثبات
إليه ونتطلع له رغم عدم وجوده!
إنها معادله صعبة لا يمكن حلها إلا بالاستسلام والرضوخ لقوة الحاضر،
فالمستقبل مجهول، ولكن الحاضر ينبض بالحياة، والإحساس به بعمق كفيل
بتوقفنا عن البحث عن المجهول!
طريقي 28:
اتصال من نوع خاص حينما يتم تحلق الروح عاليا ويفقد الجسد الحس بما
يحيطه وتتهادي الكلمات دون تكلف.
هو اتصال مفتوح دائما ولا يتعرض لإنقطاعات ولا يحتاج لعلم.
ما يميزه ان المستمع فيه مجيب ولا يرد سائل يستقبل الإتصال بحب ويتباهى به.
إتصال لا خاسر فيه يمنح المتصل سكينة ورضى وعطاء دون من!
تجد فيه لذة وأنس لا تجدهم في سواه..إنه الدعاء.
فالنرفع أكفنا للكافي.
طريقي 29:
كن صديق نفسك و اخلى بها، استمتع بصحبتها واستمع لصوت ضميرك فلا يمكنك
سماعه إلا عندما تكون وحيدا !
مع نفسك المتعة تكون مضاعفة والسلام يكون سيد الموقف بل تظهر حالة من
السكينة قد‎ ‎‏تستمر طويلا.
ولكن حذراي !! فهذا النوع من الصداقة مع النفس قد يؤدي للعزلة فلا بد
لنا أن نعي أننا نصادق أنفسنا حتى نكون أكثر نضجا مع الأخرين وحتى نصنع
علاقات ناجحه وسلسلة!
مصادقة النفس وسط تسارع وتيرة الحياة قد تحتاج لبعض الجهد لخلق الوقت
المناسب للإختلاء بها والإعتدال في ذلك!
طريقي الأخيرة:
النهاية، لكل شئ حد يفصل بين الوجود والعدم ولنا أن نختار الإستمتاع
بالشئ حتى النهاية أم انتظار النهاية بحسرة!
النهاية بحد ذاتها استنفاذ زمن فكل الأمور مآلها للنفاذ، غالبا ما يخشى
الناس اقترابها وكأنها وحش كاسر وحقيقتها مجرد حتمية الوقت بالنفاذ!
عندما نتيقن بأن الآن هو كل ما نملك نجد أنفسنا قد عقدنا صلحا مع
النهاية، وبدلا من الهروب منها والخوف من حدوثها نرسمها بشكل جميل.
طريقي كانت محاولة مني للغوص في أعماقي لرسم نهاية جميلة أنتظرها بشغف
فحتما سيكون من وراء تلك النهاية بداية.

ليست هناك تعليقات: