نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السبت

إن سعيكم لشتى

من جرب الكمبيوتر فقد جرب كيف يبدأ الجهاز سريعا وخفيفا في أداءه أول
شراءه، ثم، مع الوقت، ومع تحميل البرامج المتعددة وكثرة الاستخدام، يثقل،
ويتباطأ... وإذا أكثرنا من فتح نوافذ عرض فيه قد يعلق ويتطلب "إعادة
تشغيل" .. ثم، إن لم نتداركه بصيانة دورية، فسوف يتعطل..
فإذا تعطل، فإن الشركة المصنعة توفر مع الجهاز قرص يمكن بواسطته استعادة
نظام برمجة الجهاز إلى ما كانت عليه وقت الشراء، فترجع للجهاز خفته
وسرعته، وقدرته على الأداء والعطاء...
وكذلك الإنسان...
يكون صافي الذهن، خفيف القلب، فتتنازعه الأهواء والأشغال والشهوات
والأفكار والمشاعر... فيثقل عن الطاعة ويتشتت قلبه ويزدحم ذهنه،، فإن نجح
في أن يحقق لحظات انفصال أثناء أداءه لصلاته، كانت له بمثابة الصيانة
اليومية لأجهزته، مصدقها قوله - صلى الله عليه وسلم- (أرحنا بها يا
بلال)... وإن أحسن استغلال رمضان، كان ذلك بمثابة العناية الدورية
والتحديث لنظامه وكأنه أعاد تشغيله...
ثم قد وفر الخالق له برنامج مكثف يتيح له إعادة تجديد نظامه كيوم ولدته
أمه... ذلك هو الحج.

العبادات... اليومية والدورية، بمثابة دعوات ربانية من البارئ لإعادة
برمجة حياتنا،،، فرصة لغلق النوافذ الإضافية في حياتنا،،، وإعادة النظر
فيها، ومن ثم اختيار تشغيل ما ينفع، وحذف ما يضر أو يثقل أو يعطل..

قال تعالى في محكم كتابه:{ألهاكم التكاثر}..

‏الكثرة تلهي، تشغل، تثقل، تعطل، تخل بالتوازن،

الكثرة في الكلام، في الأكل، في الشهوة، في المال، في المادة، في
العلاقات، في المشاعر، في التفكير..

لنعد النظر..قبل زيارة القبر.
الله تعالى امتدح أمة محمد بأنها أمة وسطا، وأمرنا الله تعالى بإقامة
الميزان: {والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا
الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}
القسط يحل محل الكثرة... القسط في الكلام، في الفعل والانفعال، في الأخذ والعطاء.
إذا تحقق "القسط" حل في نفس المؤمن وذهنه الاتزان، واتضحت له الصورة
لحياته، وبرزت الأولويات، وهان عليه اداء الواجبات، تخلص من حال الشتات،
وتحقق له الرضا عن الذات
وقد بيّن الله تعالى لنا حال الرضى التي يكون عليها المؤمن إذا اتزن
واعتدل في قوله تعالى:
لكي لا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور}}
هي حال يكون المؤمن فيها ساكن إلى حكم الله تعالى في جميع أمره... لا
يحزن على ما فات ... لا يركن ولا يفخر بآت... لا يقلق من غيب... يعيش
لحظته في ثقة ويقين بلا ريب ...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يعجبني التشبيه في المقدمه - بصراحه كلنا نحتاج "فورمات" بين فتره وفتره. ><
Ramadan is the formatting season for the soul!