نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأربعاء

تحية للبحرين

أثناء زيارة قمت بها للبحرين، تعرفت على نموذج من السعي لخدمة المرأة قد يبدو تقليديا لأول وهلة للقاريء، إلا أن السر غالبا ما يكمن في البديهي، والطاقة تنبع من الصدق في الأداء والإخلاص في العطاء.
أحببت من خلال مقالتي أن أشكر هذا الجهد، ولست أعرف كيف أشكر بغير الكتابة، فارتأيت أن أكتب عنهن، وأتشرف بذكر أسمائهن في مدونتي المتواضعة، في ختام هذه المقالة.

اسمها: الجمعيه البحرينيه لتنمية المرأة، واختصارا يسمونها "جمعية التنمية".

كما يظهر من اسم الجمعية، فإن مشاريعها تدور حول كل ما يتعلق بالمرأة، واي شيء لا يتعلق بالمرأة؟!!
إن المرأة مجال خصب للعمل الإنساني، وقد تكون أكثر جدية في بناء أسرتها من الرجل، كما اثبتت تجربة البروفيسور محمد يونس، حيث نجحت تجربته في إنشاء "بنك الفقراء" والذي يقوم على تقديم القروض المتناهية الضغر لفئة أفقر الفقراء من النساء، وأحدثت تلك النساء منها مشاريع ناجحة منحت البروفيسور جائزة نوبل للسلام في عام 2006.

نعود لجمعيتنا فنقول: مشروعها الرئيسي هو مشغل دانات، وهو يخدم حالات كثيرة من المطلقات والأرامل وذوات الدخل المعدوم، حيث يوفر لهن الحياة الكريمة، من خلال توظيفهن في خياطة الجلابيب وثياب الخدم وغيرها من المنتجات باستخدام فن الكروشيه والنقدة وهما من تراث البحرين.
في نفس الوقت يساهم هذا المشروع في الحفاظ على التراث البحريني والحرف القديمة والفنون الجميلة والتي يهددها الانتاج الصناعي الآلي بالانقراض. وقد وصلت إلينا هذه الجلابيات في الكويت، ومنذ أن تذوقت روعة الفن والذوق البسيط فيهن، وأنا أجد نفسي لا ترغب في سواها، إذ أستشعر فيها بركة اليد العاملة المسلمة، وجمال الفن اليدوي التراثي.

بدأ المشروع بتوظيف أربع نساء يعملن في الجمعية، تشرف عليهن مسئولة من الجمعية. وقد بلغ عددهن حتى الآن ستون أمرأة، يعملن في بيوتهن، تزودهن الجمعية بالمواد الخام، حيث توصلها المسئولة إليهن في البيوت ، وتكسب كل واحدة منهن من المال بحسب جهدها، ثم تتولى الجمعية تسويق أعمالهن من خلال إقامة معارض أو العرض في مقرها الخاص. الأرباح بالكاد تغطي النفقات، وإذا حدث نقص فإن الجمعية تسدده، ذلك أن هدف الجمعية نفع المرأة لا تحقيق الأرباح.

مشروعها الثانى هو مشروع لبِنَات الخير، وهو يعنى بترميم منازل المحتاجين، ويعمل على ترميم ما يقارب عشرة بيوت في السنة.

المشروع الثالث هو مركزعرفان للمسنين وهو يحتوي على :
1) دار صباحيه يقضي فيها المسن وقته تحت رعاية صحية ومتابعة اجتماعية، تُقضى للمسن جميع حوائجه، وتتولى الجمعيه نفقات ذلك كله.
2) وقسم معهد لتدريب الكوادر لرعاية المسنين، تقوم الجمعية بإرسال الكوادر للتدريب لدى الجهات المختصة وتتولى دفع تكاليف ذلك كله.
* وقد استحق المشروع جائزة "التميّز" من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.*

المشروع الرابع مركز التنميه الأسري، يهدف لإعداد دورات تدريبيه للمقبلين على الزواج، ثم قسم استشارات وحل مشاكل زوجية.
هذا المشروع طور الإعداد، وتطمح الجمعية لإضافة برامج تربوية في خطته.

والخامس هو مركز شابات التنمية، أيضا طور التكوين، ومنه مشروع الربانيات لتربية الشابات، والأنشطة الشبابية المختلفة.

ومن باب العناية بالعضوات والحفاظ على روح الترابط والإخاء، تنظم الجمعية رحلة شهرية للعضوات، ومنتدى شهري للكتاب تتولاه السيدة الفاضلة نعيمة الزياني، حيث تختار الكتب من خلال سعة اطلاعها، ثم تحدد جلسة لمناقشة الكتب المختارة.

هذه خلاصة جهود جمعية تأسست غرة رمضان 2002 (الموافق نوفمبر 2002)، واستأنفت عملها في فبراير 2003. أسستها أربعون امرأة، عشرون منهن من بنات وحفيدات الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة حفظه الله، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، معهن السيدة سعاد الجبارة ، والوزيرة السيدة فاطمة البلوشي، وسيدات فاضلات من آل خليفة الكرام، أعرف منهن السيدة نجاة الخليفة جزاهن الله خيرا.
ترأس الجمعية الشيخة لبنى بنت عبدالله بن خالد، وتنوبها السيدة خديجة السيد، وقد تبادلها الرئاسة أحيانا.

تذكرت وأنا أكتب هذه الكلمات قوله تعالى: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين؟}
فقلت: فعلا، ليتنا نفهم ان مجال المرأة وإبداعها ليس في مجال الخصام، ولا في خوض عالم الخصام، وإنما هو في مجال البناء، والعطاء والخدمة للإنسانية.
وعلى ذكر الحلية، تحضرني مقالة كنت قرأتها للدكتور عبدالسلام البشري، يتكلم فيها عن مساهمات نسائية خيرية متنوعة في عالم المسنين، وأتى على ذكر جهود الشيخة لبنى الخليفة من خلال جمعية التنمية، فاطلق عليها وعلى من ذكرهن لقب "نساء من ياقوت" ولا أتصوره أطلق هذا اللقب إلا تشبيها لهن بحور الجنة في قوله تعالى:{كأنهن الياقوت والمرجان}.

إن كنت أطلت في مقالتي هذه فلا أظن توفي أهلها حقوقهن، لكنها قد تشعرني ببعض الرضا عن نفسي أذ تخفف عنها ثقل المسئولية في التقصير.
تحية للبحرين، ولنساء البحرين من الكويت وأهل الكويت.

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

أه علي البحرين و أهلها مهما كتبت فلن توفيهم حقهم فهم كالبلسم علي الجرح و كنسمة الفجر العليل أهل الكرم و سادة الخلق فليس عجبا أن يبارك الله عملهم.
تحيتي لأهلي بالبحرين وإحترامي لسيدة الخلق لبني

غير معرف يقول...

تبيه:
المقصود بسيدة الخلق في تعليقي السابق الخلق بضم الخاء وأضيف لي تععليق علي مشاركتي و التعليق عبارة تستخدم من صميم اللهجة البحرينية {أيا عليكم يا أهل البحرين} ومعناها بالكويتي يا حلوكم

Happy Face يقول...

والله شهادتنا في أهل البحرين مجروحه، وما يعرف مدى طيبهم و كرمهم إلا الشخص إللي عاش بينهم و عاشرهم و مع العلم إنهم ناس بسيطين و حالتهم المادية قد تكون ليست ميسورة (للكل) إلا إن الكرم و الجود ينبع منهم.
تحياتي للبحرين و أهلها و من سكن فيها..

غير معرف يقول...

لا يمكنني التعبير عن روعة تجربتي الشخصية مع أهل البحرين! الله يبارك فيهم ويجزيهم كل الخير!