أحببت الليلة أن ألخص وأترجم للقراء رواية قرأتها وتأثرت بها. عنوانها باللغة الإنجليزية The Paper Bag Christmas، وهي قصة حقيقية لتجربة شخصية للمؤلف مع جناح الأطفال في مستشفى لمرضى السرطان أثناء الثمانينات من القرن الماضي.
قبل الشروع فيما نويت أود أن أقدم مقدمة بسيطة:
كما يتضح من عنوان الرواية فإن أحداثها جرت في موسم أعياد النصارى، الكريسماس. أرجو أن لا يظن القاريء أني أروج لأعيادهم أو أمجدها، فليس الأمر كذلك ابدا، وإنما أروج للاستفادة من تجارب غيرنا، وإسقاط ما ينفعنا منها على حياتنا وأعيادنا وأطفالنا، فليس اروع من إدخال السرور على المسلم، بأي وسيلة كانت طالما هي مشروعة، والحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها. وإذا كان إدخال السرور على المؤمن عموما هو من أعظم أبواب الصدقة، فكيف بإدخاله على روح الطفل وقلبه، ثم كيف بإدخاله في قلب الطفل المريض، حبيس الفراش والمرض والألم؟
بل إن الحديث الشريف يقول:"الخلق عيال الله، وأحبكم إلى الله تعالى أنفعكم لعياله." فهذا يشمل عامة ما خلق الله تعالى.
طموحي أن أرى بين أبناء وطني الإسلامي حضارة الرحمة، وبذل النفس والسخاء بالجهد والوقت في سبيل إسعاد بعضنا البعض.
اللهم اهدنا من عندك، وأفض علينا من فضلك، وانشر علينا من رحمتك، وأنزل علينا من بركاتك..
تبدا الرواية بصبي في التاسعة من عمره وأخيه الذي يكبره بسنة.
قرر أبوهم أن يأخذهم قبل العيد بفترة لرحلة إلى المجمع التجاري، للقيام بالتقليد المعروف عندهم في الجلوس على حضن شخصية تمثل "بابا نويل" ليقدم كل طفل أمنيته في هدايا الكريسماس، وإذ بهم بشخصية نويل غريبة وخارجة عن المألوف، حيث أنه بلا رجلين!!
مع التعارف يتبين أنه صديق قديم لأبيهم فقدَ رجليه أثناء الحرب العالمية.
أثناء تداول فكرة هدايا العيد اقترح لهم نويل أن يهديهم هدايا خارجة عن المألوف، واعدا إياهم بأنها سوف تكون أكثر روعة من كل الهدايا التي حصلوا عليها من قبل أو طمعوا فيها للعد، وذلك بشرط أن يقدموا له خدمة واحدة في مكان يتفق على لقاءهم فيه.
يوافق الأخوان ويذهبا للقاء الرجل في الوقت والمكان المحدد، وإذ بالمكان مستشفى أطفال للسرطان، وإذ بالرجل طبيب متخصص في علاج سرطان الأطفال.
يأخذهم الطبيب لجناح الاطفال ويبين لهم المهمة المطلوبة منهم، وهي استلام أوراق طلبات أمنيات الهدايا من الاطفال، ويتفق معهم على الحضور ثلاث مرات في الاسبوع الى موعد ليلة الكريسماس، والتي سوف يستلمون فيها هديتهم.
علاوة على ذلك يختار الطبيب لكل واحد من الأخوين مريض ذا حالة خاصة، فياخذه إلى غرفته ويدخله عليه ليتعرف عليه.
الأخ الاكبر- واسمه هارون- يتعرف على مريض من أصل هندي بوذي اسمه "مادو"، طفل كبده مصابة بالسرطان، وهو بحاجة لنقل فوري لكبد والا يموت.
اما راوي القصة - وهو الأخ الأضغر- واسمه مولار، فيكون نصيبه التعرف على طفلة شرسة في تعاملها اسمها "كاترينا"، كلما حاول التفاعل معاها يجد منها الصد والطرد والسلبية، وأغرب ما فيها أنها تغطي رأسها دوما بكيس ورقي فيه فتحتان للعينين وفتحة للفم. في كل زيارة يحاول "مولار" أن يتقرب إليها، أن ينفذ إلى التحاور معها فلا يجد معها الا السخرية والسلبية.
في أحدى الزيارات اصطحب هارون أخيه الأصغر لزيارة صديقه المريض الهندي "مادو"، وكان الصبي من النوع المتفائل جدا والإيجابي، فجلس يتحاور معهما حول معنى الكريسماس ومفهوم ديانتهم، ثم اعترف لهم بانه قام بتقطيع ورقة أمنيته لأنه ليس مسيحيا وبناء عليه لا يتوقع أن يلبي نويل أمنيته.
في أحدى الزيارات اصطحب هارون أخيه الأصغر لزيارة صديقه المريض الهندي "مادو"، وكان الصبي من النوع المتفائل جدا والإيجابي، فجلس يتحاور معهما حول معنى الكريسماس ومفهوم ديانتهم، ثم اعترف لهم بانه قام بتقطيع ورقة أمنيته لأنه ليس مسيحيا وبناء عليه لا يتوقع أن يلبي نويل أمنيته.
وقد كان من عادة جناح الأطفال هذا أن يؤدي مسرحية في الكريسماس، يشارك فيها الأطفال المرضى، يجسدون من خلالها مولد المسيح حسب العقيدة المسيحية، وتقوم بإخراجها إحدى ممرضات الجناح المعروفة بصرامتها.
أراد مولار وأخيه أن يقنعا مريضيهما المشاركة في المسرحية، فقررا زيارتهما والطلب منهما، فبدءا بالمريض الأيسر تعاملا، وهو الهندي مادو، فأبدى حماسا ورغبة في التعرف على الديانة والمشاركة في المسرحية، بل وتبرع بمرافقتهما إلى غرفة كاترينا والمشاركة بإقناعها.
لما وصلوا عند الباب رفضت كاترينا السماح لمولار وأخيه بالدخول، لكنها لما سمعت صوت مادو وافقت وفتحت الباب بعد أن قامت بتغطية رأسها كالمعتاد.
بعد الجهود الحثيثة من جهة مادو وافقت كاترينا بالمشاركة، ولكن بشرط أن يفوز عليها مولار في سباق متعارف عليه بين المرضى، يسمى بسباق العربات، فوافق مولار رغم جهله بطبيعة السباق.
بعد الاتفاق أخذهم مادو وكاترينا الى محل السباق في الطابق الثامن والذي كان مغلقا للترميم، أعطى كل من المتسابقين سرير الاسعاف الذي ينقل فيه المرضى، واتضح أن طبيعة السباق هي في الركوب على سرير العجلات هذا حيث ينزل المتسابقان في منحدر ممر الطابق، والفائز هو من يصبر فلا يقفز حتى يسبقه الآخر.
لما وصلوا عند الباب رفضت كاترينا السماح لمولار وأخيه بالدخول، لكنها لما سمعت صوت مادو وافقت وفتحت الباب بعد أن قامت بتغطية رأسها كالمعتاد.
بعد الجهود الحثيثة من جهة مادو وافقت كاترينا بالمشاركة، ولكن بشرط أن يفوز عليها مولار في سباق متعارف عليه بين المرضى، يسمى بسباق العربات، فوافق مولار رغم جهله بطبيعة السباق.
بعد الاتفاق أخذهم مادو وكاترينا الى محل السباق في الطابق الثامن والذي كان مغلقا للترميم، أعطى كل من المتسابقين سرير الاسعاف الذي ينقل فيه المرضى، واتضح أن طبيعة السباق هي في الركوب على سرير العجلات هذا حيث ينزل المتسابقان في منحدر ممر الطابق، والفائز هو من يصبر فلا يقفز حتى يسبقه الآخر.
بدأ السباق وتدحرجت العربات وبدأت تزداد في سرعتها بشكل خطر، وكل من المتسابقين ينتظر الآخر دون جدوى، حتى حصل المحظور، وتدحرجت العربات إلى السلالم، وسقط كل منهما في حادث خطر، الا أن الإصابة الأشد كانت على مولار لأنه سبقها بالسقوط وكان سقوط كاترينا فوقه، فكان لها واق من الإصابة.
بعد أن افاق مولار من اصابته، ذهب الى كاترينا وطلب منها الوفاء بوعدها والمشاركة بالمسرحية، فوافقت وذهبت معه الى محل التدريب للمسرحية، لتقوم بدور أحد الملائكة.
لما علم الاطفال المشاركون برغبتها بالمشاركة قام بعضهم بالتعليق على الكيس على وجهها والسخرية من ذلك، فتألمت لذلك كاترينا ودمعت عيناها، وظهر باديا عليها الانكسار، والتفتت لتنسحب من المسرحية. عندئذ قامت مريضة تسمى "لين" وكان لها الدور الرئيس في المسرحية، وهو دور السيدة مريم، قامت لين بنزع لبسها وأعلنت انسحابها من المشارك قائلة: هذه مستشفى يفترض فيها أن تساهم في معافاتنا لا في ألمنا!!!
بعد أن افاق مولار من اصابته، ذهب الى كاترينا وطلب منها الوفاء بوعدها والمشاركة بالمسرحية، فوافقت وذهبت معه الى محل التدريب للمسرحية، لتقوم بدور أحد الملائكة.
لما علم الاطفال المشاركون برغبتها بالمشاركة قام بعضهم بالتعليق على الكيس على وجهها والسخرية من ذلك، فتألمت لذلك كاترينا ودمعت عيناها، وظهر باديا عليها الانكسار، والتفتت لتنسحب من المسرحية. عندئذ قامت مريضة تسمى "لين" وكان لها الدور الرئيس في المسرحية، وهو دور السيدة مريم، قامت لين بنزع لبسها وأعلنت انسحابها من المشارك قائلة: هذه مستشفى يفترض فيها أن تساهم في معافاتنا لا في ألمنا!!!
فخجل الاطفال والتزموا الأدب، واعتذرت الممرضة، واتفق الجميع على وضع كاترينا في دور واحدة من الملائكة.
مضت الأيام وواصل الأخوان زيارة المرضى على ما وعدوا الطبيب، ومتابعة تدريبات المسرحية حتى اقتربت ليلة الكريسماس وحضر الضيوف لمشاهدة المسرحية، فجلسوا الحضور واستعدوا، وأوشكت الممرضة على رفع الستار وإذ بكاترينا مفقودة!! بدأ العرض وركض مولار باحثا عن كاترينا محاولا أن يدركها قبل بلوغ دورها، حتى وجدها في الطابق الثامن، مرتدية ملابس الملائكة، وعلى رأسها كيسها الورقي وجالسة تبكي، فلما سألها اعتذرت لمولار أنها لن تتمكن من الوفاء بوعدها في المشاركة، لأنها سوف تكون اضحوكة الحفلة بسبب الكيس الورقي الذي تضعه، وسوف يسخر من غرابة مظهرها الحضور.
بعد محاولات عديدة، ورجاء حثيث بلا نتيجة فكّر مولار بخطة، فسألها: "ان لم تكوني انتي الوحيدة التي تلبس غطاء الكيس هل تقبلين المشاركة؟ بعد تردد أجابت كاترينا متعجبة بنعم، فجرى مولار إلى الأطفال المشاركون في دور الملائكة وحكى لهم الحكاية واقترح عليهم أن يلبس الجميع أكياس على رؤوسهم تعاطفا مع كاترينا، فوافق الكل بلا تردد، ولم تصل كاترينا الى مقر المسرحية الا وقد صدمها أن شاهدت روح المشاركة هذه في الأطفال، فلم تتردد في التجاوب مع جهدهم، ودخلت المسرح لتؤدي دورها في الانشاد معهم، فانفجر الحضور بالضحك على ما ظنوه مشهد مقصود به الفكاهة، وصدمت الممرضة من المنظر الخارج عن النص!
عودا للمسرحية، حيث مشهد ولادة الطفل المسيح، ويفترض أن يأتي مجموعة من الحكماء ليقدم كل منهم هدية للطفل، فيقدم أحدهم قبضة ذهب، والأخر عشبة نافعة من ديارة، والثالث شي من بلاده أيضا. ثم يأتي دور مادو الهندي، والذي يقوم بدور الحكيم الرابع ليقدم هديته، فيلقي مفاجأة المسرحية الثانية في خروجة عن النص المتفق عليه والهدية المفترض تقديمها، حيث يقول: "أنا جئت من بلاد الشرق، ونظرت في دينك، فلم أجد ما يليق بالإهداء إليك أفضل من أن أتبع تعاليمك، فهي في رأيي أعظم هدية، وإن من تعاليمك أن أحب لأخي ما أحب لنفسي، لذا فهديتي إليك أن أعدك أني سوف أبذل جهدي في نشر المحبة والمودة فيمن حولي ما حييت، وأن أحب الناس جميعا، بغض النظر عن خلفيتهم، أو تاريخهم، أو مظهرهم (والتفت نحو كاترينا ليتأكد أنها فهمت مقصوده)
وسوف أجعل تركيزي على الأمور الكثيرة التي تجمعنا، لا الأشياء القليلة التي تفرقنا..."
وسوف أجعل تركيزي على الأمور الكثيرة التي تجمعنا، لا الأشياء القليلة التي تفرقنا..."
صمت الحضور تفاعلا مع كلمات مادو المؤثرة رغم أنها لم تكن ضمن نص المحاضرة.
في تلك اللحظة تفاعلت كاترينا مع الموقف بأن سارت بهدوء نحو الدمية التي تمثل المسيح المولود، وقفت بسكون... ثم قامت بكل هدوء، وبيد مرتجفة، بنزع الكيس من رأسها... وإذ بها تُظهر وجه مشوه بفعل سرطان المخ الذي أصابها، وشوهت العمليات أجزاء من وجهها ورأسها.. فخشع الحضور وساد الصمت... ثم قامت بكل هدوء بطي الكيس ووضعته عند رجل الدمية، قائلة: "هذا كل ما أملك لأهديك" فساد الصمت في الحضور، وشعر مولار بعظم الهدية من كاترينا، وعظم التضحية، فهو لم يكن مجرد كيس ذلك الذي قدّمته، وإنما هو كبرياءها، وألمها وخوفها وضعفها الذي ألقته عند قدمي من هو في عقيدتها القادر على أن يشفع لها عند خالقها بالعافية والالتئام.
في تلك اللحظة تفاعلت كاترينا مع الموقف بأن سارت بهدوء نحو الدمية التي تمثل المسيح المولود، وقفت بسكون... ثم قامت بكل هدوء، وبيد مرتجفة، بنزع الكيس من رأسها... وإذ بها تُظهر وجه مشوه بفعل سرطان المخ الذي أصابها، وشوهت العمليات أجزاء من وجهها ورأسها.. فخشع الحضور وساد الصمت... ثم قامت بكل هدوء بطي الكيس ووضعته عند رجل الدمية، قائلة: "هذا كل ما أملك لأهديك" فساد الصمت في الحضور، وشعر مولار بعظم الهدية من كاترينا، وعظم التضحية، فهو لم يكن مجرد كيس ذلك الذي قدّمته، وإنما هو كبرياءها، وألمها وخوفها وضعفها الذي ألقته عند قدمي من هو في عقيدتها القادر على أن يشفع لها عند خالقها بالعافية والالتئام.
تأثر الحضور، وقامت الممرضة المخرجة وبدأت بالانشاد النشائد الدينية، وشارك الحضور، وكانت ليلة مليئة بالتفاعل والروحانية والعاطفة الجياشة والروح الواحدة.
في تلك الليلة وبعد أن عاد الأخوان الى البيت مع والديهما وفي منتصف الليل، سمع الأبوان صوت الإسعاف عند باب المنزل، وصراخ الدكتور بأعلى صوته مناديا لمولار أن يسرع الى المستشفى لأن كاترينا لم يتبقى في حياتها سوى لحظات وتريد أن تودعه. فيسرع مولار إلى الاسعاف متوجها إلى المستشفى، ويجلس عند سرير كاترينا، فتشكره على جهده، وعلى أنه أعان الدكتور "بابا نويل" على تحقيق أمنيتها في الكريسماس.
في تلك الليلة وبعد أن عاد الأخوان الى البيت مع والديهما وفي منتصف الليل، سمع الأبوان صوت الإسعاف عند باب المنزل، وصراخ الدكتور بأعلى صوته مناديا لمولار أن يسرع الى المستشفى لأن كاترينا لم يتبقى في حياتها سوى لحظات وتريد أن تودعه. فيسرع مولار إلى الاسعاف متوجها إلى المستشفى، ويجلس عند سرير كاترينا، فتشكره على جهده، وعلى أنه أعان الدكتور "بابا نويل" على تحقيق أمنيتها في الكريسماس.
أستغرب مولار قائلا: "أنا لم أعنه على شي من ذلك، ولست أدري ما أمنيتك أصلا!! فقد رفضتِ تسليمنا الورقة؟!" فأشارت إلى صندوق صغير وبلغته أنه هديتها له بمناسبة العيد. فتحها مولار وهو يبكي متأثرا، فوجد في الصندوق الكيس المطوي الذي كانت كاترينا تغطي به وجهها، ومعه ورقة أمنيتها للكريسماس والتي رفضت تسليمها له سابقا. فتح مولار الورقة وقرأها، وإذ بأمنيتها الوحيدة التي تطلبها من الله لهذا العيد هي أن يبعث لها بـ"صديق"! فامتلأت عيني مولار بالبكاء والتفت نحو كاترينا ليجدها قد فارقت الحياة.
في الليلة التالية طلب الطبيب من الجميع التجمع في غرفة مادو الطفل الهندي، وكان معه في الغرفة والدي مادو ومولار والطبيب، فقال: "بقيت هدايا لم نسلمها لأصحابها بعد ونبدأ بمولار وأخيه، وكانت هديتهما هي ذات التجربة وما منَحَتهم من معان وصداقات لن ينسوها أبدا"... ثم توجه نحو مادوا ليتكلم عن هديته.
استغرب مادوا وقال: لكني لم أعطيك أي قائمة، فكيف تقدم لي ما أريد وأنت لا تعلمه؟!" رد الطبيب قائلا: "لعلك شققت الورقة التي كتبت عليها أمنيتك لأنك ظننت أن أمنيتك لا يمكن أن تتحقق لأنك لست مسيحيا؟" هزّ مادو رأسه موافقا على تفسير الدكتور وفي نفس الوقت مستغربا. عندئذ قام الدكتور بإدخال يده في كيس الهدايا واستخرج ورقة مقطعة وملصقة، كانت تلك هي رسالة مادوا ومعها رسالة أخرى. فتح مادو الرسالة وإذ بها رسالة أخيرة من كاترينا لمادوا، تبارك له فيها بالعيد، وتقول له أنها قامت بالتقاط ورقته المشققة وألصاقتها وسلمتها للدكتور، ووقد كانت أمنيته الوحيدة هي أن يمنحه نويل كبد ليزرعها، ويعود بعدها الى بيته برفقة والديه. ثم ختمت كاترينا رسالتها إلى مادو بأنها قد تحققت لها أمنيتها بفوزها بصداقته وصداقة ومولار وهارون، وأنها تقدم له هدية العيد وهي أن تمنحه كبدها بعد وفاتها إذ أن كبدها سليمة تماما من كل عيب!!
الفصل الأخير في الرواية، يقول فيه المؤلف أنه الآن وقد مرت به السنون بعد ذلك العيد المشهود، ما زال يعيش روح تلك الأيام ومعانيها التي اكتسبها، ويحاول أن يبثها في أبناءه، وقد تزوج مولار من "لين" تلك الطفلة المريضة التي مثلت دور السيدة مريم واعترضت على سوء معاملة كاترينا، وجعلا من ضمن طقوس كل عيد في منزلهما أن يضعا كيس كاترينا على رأس شجرة العيد، وأن يحكي مولار لأبناءه قصة الكيس وصاحبته.
في الليلة التالية طلب الطبيب من الجميع التجمع في غرفة مادو الطفل الهندي، وكان معه في الغرفة والدي مادو ومولار والطبيب، فقال: "بقيت هدايا لم نسلمها لأصحابها بعد ونبدأ بمولار وأخيه، وكانت هديتهما هي ذات التجربة وما منَحَتهم من معان وصداقات لن ينسوها أبدا"... ثم توجه نحو مادوا ليتكلم عن هديته.
استغرب مادوا وقال: لكني لم أعطيك أي قائمة، فكيف تقدم لي ما أريد وأنت لا تعلمه؟!" رد الطبيب قائلا: "لعلك شققت الورقة التي كتبت عليها أمنيتك لأنك ظننت أن أمنيتك لا يمكن أن تتحقق لأنك لست مسيحيا؟" هزّ مادو رأسه موافقا على تفسير الدكتور وفي نفس الوقت مستغربا. عندئذ قام الدكتور بإدخال يده في كيس الهدايا واستخرج ورقة مقطعة وملصقة، كانت تلك هي رسالة مادوا ومعها رسالة أخرى. فتح مادو الرسالة وإذ بها رسالة أخيرة من كاترينا لمادوا، تبارك له فيها بالعيد، وتقول له أنها قامت بالتقاط ورقته المشققة وألصاقتها وسلمتها للدكتور، ووقد كانت أمنيته الوحيدة هي أن يمنحه نويل كبد ليزرعها، ويعود بعدها الى بيته برفقة والديه. ثم ختمت كاترينا رسالتها إلى مادو بأنها قد تحققت لها أمنيتها بفوزها بصداقته وصداقة ومولار وهارون، وأنها تقدم له هدية العيد وهي أن تمنحه كبدها بعد وفاتها إذ أن كبدها سليمة تماما من كل عيب!!
الفصل الأخير في الرواية، يقول فيه المؤلف أنه الآن وقد مرت به السنون بعد ذلك العيد المشهود، ما زال يعيش روح تلك الأيام ومعانيها التي اكتسبها، ويحاول أن يبثها في أبناءه، وقد تزوج مولار من "لين" تلك الطفلة المريضة التي مثلت دور السيدة مريم واعترضت على سوء معاملة كاترينا، وجعلا من ضمن طقوس كل عيد في منزلهما أن يضعا كيس كاترينا على رأس شجرة العيد، وأن يحكي مولار لأبناءه قصة الكيس وصاحبته.
وقد قرر في هذا العام أن يأخذ أبناءه لمستشفى الأطفال ليقابلوا الطبيب المسئول فيه، وهو الدكتور "مادوا"!!
وانتهت الرواية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق