نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأربعاء

استهلاك النفس

عصرنا عصر الاستهلاك السريع. عصر "استعملها لمرة ثم ارمها!"..حتى اصبحنا نتعامل مع أنفسنا بهذا المبدأ!أصبح بناء الشخصية أو الذات غير نابع من انفسنا، بل هي هويات نستمدها من حولنا، نستهلكها كأي وجبة سريعة. تسد جوعنا، لكنها سرعان ماتصيبنا بالغثيان!في زمن أصبحت المدن والطرقات والطعام والثياب نسخ مكرره لعولمة زائفه قضت على أي ميزة أو تفرد.
في زمن كهذا، أصبح حتى البشر نسخ مكرره باهتة الالوان واختفت "الذات" أو الروح وسط صخب الاستهلاك الرخيص الذي استشرى حتى طغى!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

المعروف عن عصرنا الحالي أنه عصر "الأنانية"..العصر الذي يستأثر فيه كل فرد بال"أنا"،ويقدم نفسه ورغباته..
لكن من مفارقات هذا العصر أيضا أنه- وإن برزت فيه ال"أنا"- إلا أنها تخلو من الحقيقة أو الهوية..إذ لم يعد يعرف الفرد ما الذي يريده هو، وفقد القدرة على تمييز المهم بالنسبة إليه حقيقة، فا"أنا" يجرفها تيار مجتمع ومظهر ودعاية وإعلام وذوق ورأي سائد..ولا وقت للجلوس مع النفس والتعرف على حقيقتها، ولا ما الذي تريده!
إذا كانت العصور السابقة تتسم بأفراد تعرف ذاتها ثم تبذلها للغير..
أستطيع أن أقول أننا نعيش في عصر أفراد لا تملك ذات وفي نفس الوقت تبخل بها!!
هو زمن "أنانية" بلا "أنا"..
نحن بحاجة لجلسة يومية ولو للحظات، نستعيد فيها أنفسنا من هجوم الدعاية والإعلان وضجة المجتمع.. لحظات نتعرف فيها على "حقيقة" أنفسنا وأولوياتها، ونقر لها باستقلالها، ونقبلها على ضعفها، ونفصل هويتها عن تيار الهوية الجماعية، حينئذ سوف لا تتردد في بذل نفسها بكل ثقة، والانطلاق من مركز قوة.