نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الثلاثاء

ما قل ودل: الجود بالعلم


الجودُ بالعِلم .. يعني .. أنتَ ومن أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعاً ، لو فرضنا وجدت ابن صديقك ضائع والأب على نار قلق عليه وشوقاً إليه ، هذا الابن : ابن الصديق لو أطعمتهُ شطيرة أو ألبستهُ ثوباً وتركتهُ ضائعاً ، والأب يغلي ، لو أنكَ أطعمتهُ وسُقتَهُ إلى أبيه حتى قرّت عينهُ بِهِ ألا تشعرُ أنَّ سوقَكَ هذا الطفل الضائع إلى أبيه أعظم عملٍ تُقدّمهُ لأبيه ..؟.. يعني .. أنت قد تُطعم الفقير ، لكن هذا الفقير إذا أطعمتهُ ثم دللتهُ على الله حتى عَرَفَ الله ، حتى أنابَ إليه ، حتى رَجَعَ إليه ، حتى لاذَ بِحِماه ..... ألا تشعر أنَّ هذا العمل هو أعظمُ عمل عِندَ الله عزّ وجل ، أن تَرُدَّ إليهِ عِبادهُ الشاردين ، التائهين ، الضالين ، الذين شَقوا بالبُعدِ عنهُ . لذلك .. الله شكور ، ما معنى شكور..؟.. أيّ يشكر لك عَمَلَك ويجعلُ كُلَّ أعمالِ الذين هديتهم إليه في صحيفتك .. كُلُّ أعمالِهم في صحيفة من كانَ سبباً في هدايتهم .
وأنَّ هؤلاءِ الخلق عيالُ الله وأنَّ أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ، ألا تشعر بالغِبطة أن يستخدِمكَ الله في الخير ، ألا تشعر بالاعتزاز أن تكونَ موظفاً عِندَ الله عزّ وجل ، ألا تشعر بالقُرب حيثُ أنَّ الله سبحانهُ وتعالى أجرى على يدكَ الخير .... هذا شعور واللهِ يا أيها الأخوة لا يعرِفهُ إلا من ذاقهُ .

  إذا أردتَ أن تسعد فأسعِدِ الآخرين . إذا أردتَ أن تسعد فأدخل على قلبِ الناس السرور .

قال صلى الله عليه وسلم: الإنسان بنيانُ الله وملعونٌ من هَدَمَ بُنيانُ الله .... فكلّما ارتفعت معرفتُكَ بالله عزّ وجل تشعر بعطف على الخلقِ كُلِهم ، تشعر بمودة لكُلِّ المخلوقات ، هؤلاء عيالُ الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله .

 
     لذلك .. نقول نحنُ جميعاً : اللهم أجزِ عنّا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهلُه. كُلُّ أعمالُنا في صحيفة النبي عليه الصلاة والسلام .
(النابلسي)

ليست هناك تعليقات: