الجودُ بالعِلم .. يعني .. أنتَ ومن أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعاً ، لو فرضنا وجدت ابن صديقك ضائع والأب على نار قلق عليه وشوقاً إليه ، هذا الابن : ابن الصديق لو أطعمتهُ شطيرة أو ألبستهُ ثوباً وتركتهُ ضائعاً ، والأب يغلي ، لو أنكَ أطعمتهُ وسُقتَهُ إلى أبيه حتى قرّت عينهُ بِهِ ألا تشعرُ أنَّ سوقَكَ هذا الطفل الضائع إلى أبيه أعظم عملٍ تُقدّمهُ لأبيه ..؟.. يعني .. أنت قد تُطعم الفقير ، لكن هذا الفقير إذا أطعمتهُ ثم دللتهُ على الله حتى عَرَفَ الله ، حتى أنابَ إليه ، حتى رَجَعَ إليه ، حتى لاذَ بِحِماه ..... ألا تشعر أنَّ هذا العمل هو أعظمُ عمل عِندَ الله عزّ وجل ، أن تَرُدَّ إليهِ عِبادهُ الشاردين ، التائهين ، الضالين ، الذين شَقوا بالبُعدِ عنهُ . لذلك .. الله شكور ، ما معنى شكور..؟.. أيّ يشكر لك عَمَلَك ويجعلُ كُلَّ أعمالِ الذين هديتهم إليه في صحيفتك .. كُلُّ أعمالِهم في صحيفة من كانَ سبباً في هدايتهم .
وأنَّ هؤلاءِ الخلق عيالُ الله وأنَّ أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ، ألا تشعر بالغِبطة أن يستخدِمكَ الله في الخير ، ألا تشعر بالاعتزاز أن تكونَ موظفاً عِندَ الله عزّ وجل ، ألا تشعر بالقُرب حيثُ أنَّ الله سبحانهُ وتعالى أجرى على يدكَ الخير .... هذا شعور واللهِ يا أيها الأخوة لا يعرِفهُ إلا من ذاقهُ .
إذا أردتَ أن تسعد فأسعِدِ الآخرين . إذا أردتَ أن تسعد فأدخل على قلبِ الناس السرور .
قال صلى الله عليه وسلم: الإنسان بنيانُ الله وملعونٌ من هَدَمَ بُنيانُ الله .... فكلّما ارتفعت معرفتُكَ بالله عزّ وجل تشعر بعطف على الخلقِ كُلِهم ، تشعر بمودة لكُلِّ المخلوقات ، هؤلاء عيالُ الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله .
لذلك .. نقول نحنُ جميعاً : اللهم أجزِ عنّا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهلُه. كُلُّ أعمالُنا في صحيفة النبي عليه الصلاة والسلام .
(النابلسي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق