أما لو أن الطفل الصغير وضع على كرسي الطبيب وشعر بوخذة إبرة المخدر يصيح ويتحرك بقوة لأن إدراكه غير إدراك الراشد ، فكلما ازداد عقلك ازداد صبرك ، كلما ضعف إدراكك قل صبرك.
( ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة )
وقال تعالى :
( سورة آل عمران )
الإنسان إذاكان مبتلى ، قال :
( سورة آل عمران ) .
فالوهن والحزن من عدم الصبر ، الضجر من عمل صالح متعب دليل قلة الصبر ، التولي من الزحف دليل قلة الصبر ، استعجال العذاب للأعداء دليل قلة الصبر .
الشدة والإبتلاء يرققان القلب ، وكأن هذا الصابر قريب من الله عزوجل ، هذا شيء ملاحظ ، عندما يصاب الإنسان بمرض ، عندما يكون هناك مشكلة تجده سريع البكاء ، نفسه شفافة ، نفسه قريبة من الله عزوجل ، لذلك وجد أن الحزانى في كنف الله ، إن الله يحب كل قلب حزين ، الحزانى معرضون للرحمة ، هذا إنسان قريب من الله.
سيدنا رسول الله بالطائف إذا وجد خط بياني للدعوة بالحضيض ، كذب واستهزئ به وبدعوته وقد ناله الأذى من أبنائهم ، قال :( يارب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى لكن عافيتك أوسع لي ) ماذا جاء بعد الطائف ؟ الإسراء والمعراج ، وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، لقد رأى من آيات الله الكبرى ، لقد أطلعه الله أنه سيد الخلق ، سيد الأنبياء والمرسلين ، متى جاء الإسراء والمعراج ؟ بعد الطائف ، وكل شخص منا عنده طائف وعنده إسراء ومعراج ، بالمعنى الرمزي ، ساعات شدة ومحنة ، وساعات فوز وتكريم ، بعد العسر اليسر ، وبعد الضيق الفرج ، بعد الضعف القوة ، بعد الفقر الغنى ، هذه حكمة الله عزوجل وهذه تربيته ،أنت عندما تبشر إنساناً بماذا تبشره؟ أتبشره بإتلاف المال هذا مستحيل ، تبشره بالقتل مستحيل وهذه اسمها استعارة تهكمية ، على كل البشرى للشيء الطيب ، قال تعالى :
الفرق في صبر، وفي صبر وغفر ،
المعنى الذي تعرفونه : هو أن الإنسان إذا جاءه من الله مصاب مباشرة عليه بالصبر ، أما إذا جاء هذا المصاب على يد إنسان عليه أن يصبر ويغفر ، يصبر على قضاء الله وقدره ، ويغفر لمن ساق الله هذه المصيبة على يديه.
الآن المراتب العالية ، المواقف الجليلة ، البطولات التاريخية ، قمم النجاح ، هذا كله يحتاج إلى الصبر ، إن أردت أن تكون من عامة الناس فلا تصبر ، وإذا كنت من أعلام الأمة والنوابغ والعباقرة وكبار الدعاة والمصلحين ، هناك مضائق لابد أن تمر فيها ، " واجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا " ، " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال: إني جاعلك للناس إماما " .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (خير عيش أدركناه بالصبر ) عندما الله عز وجل يسعد إنساناً هذه السعادة لا علاقة لها بنوع معيشته ، قد يسعدك وأنت في الكوخ ، وقد يسعدك وأنت أعزب وقد يسعدك وأنت فقير ، وقد يسعدك وأنت مريض ، وقد يسعدك وأنت تأكل أخشن الطعام يسعدك وأنت ترتدي أخشن الثياب ، وقد يشقيك الله عز وجل وأنت في قمة النعيم ، الشقاء والسعادة لا علاقة لهما في شروط الدنيا التي تعارف عليها الناس إنها عالية ، الله عز وجل قد يحجب رحمته عن القوي فقوته بلاء عليه ، وعن الوسيم وسامته بلاء عليه ، وعن الغني غناه بلاء عليه ،عن إنسان عنده أولاد أولاده أعداء له ، وقد يفتح رحمته على من حجبت عنه الدنيا فإذا فراشه الخشن أجمل فراش ، في فندق بألمانيا كتبوا على السرير (إن بت أرِقاً فابحث عن ذنوبك فالعلة ليست في فرشنا بل في ذنوبك ) يتألم الإنسان أحياناً ولا ينام ، يقول سيدنا عمر :( خير عيش أدركناه بالصبر ) والنبي الكريم أخبر في الحديث الصحيح أن (الصبر ضياء) ، نور في القلب.
هناك تعليق واحد:
شكر الله لك وصبر قلبك ورضى عنك
جزاك الله خيرا
إرسال تعليق