كنت أقرا في كتاب مترجم لدكتور أمريكي يتكلم عن العمل الخيري، وقد أسس مؤسسة خيرية كبيرة، يقول:
"اكتشفت - من خلال عملي ومن خلال المتطوعين لدي - أن أغلب الناس تريد أن تساهم خيريا، لكنها تنتظر إنا مشروعا كبيرا أو لا شيء.. وكأن القيمة تأتي فقط من المشاريع الضخمة التي يظهر أثرها واضح للعيان.. ولعل هذا بسبب ثقافة الإعلام الحديث التي تمجد الظاهر الفخم... لكني تعلمت منذ طفولتي من أبي أن لا استصغر خدمة، وأن أبدأ بأي شيء يتيسر أمامي، فأبي قضى حياته كلها لم يفعل شي أكثر من أنه - كطبيب -يستقبل يومي السبت والأحد المرضى الذين لا يملكون ثمن التطبيب فيقدم لهم خدمته مجانا!
بدأت بمساعدة جار، أو رمي القمامة لعجوز، أو مرافقة مريض لقضاء حاجة.. ثم - لما حصل إعصار نيو أورليانز- عزمت على محاولة إرسال ما يتيسر لي من أدوية كطبيب للمنكوبين. فوجئت - مع الوقت - حين اتصلت بي بعض شركات الأدوية، علمت بجهدي الشخصي المتواضع، فطلبت مني أن أتولى الاشراف على إرسال ما تريد إرساله من أدوية إلى تلك المناطق ..ثم اتصلت بي شركة فيديكس وعرضت علي أن تتولى كل مواصلات الأدوية بطائراتها الخاصة!! ...
مع الوقت - ومن هذه الجهود الصغيرة الفردية - تكونت مؤسستي الضخمة!!
ثم يختم الكاتب بقوله: "اذا بدأت..فستفتح لك الأبواب من حيث لا تشعر!!"
تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم:لا تحقرنّ من المعروف شيئا..ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق."
و
كل سلامى من الناس عليه صدقة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كل سلامى من الناس عليه صدقة(أي كل مفصل من مفاصل ابن آدم عليه أن يؤدي صدقته)، وكل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له متاعه عليها صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة رواه البخاري ومسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق