{ولكلٍ وجهةٌ هو مولّيها، فاستبقوا الخيرات، أينما تكونوا يأت بكم اللّه جميعا}
قد جعل الله لكل انسان اهتمام، وتوجه، ونقاط قوة..فلنبحث ولنتعرّف على وجهتنا، ثم لنتسابق إلى الخيرات، كل منا من وجهته، فإن المرجع إليه، مهما طال بنا الزمان أو قصُر، وأينما توجهنا بأنفسنا.
كما أن الغفلة من شأن البشر، ومن شأنهم الهروب من الصعوبة إلى اليسر، ومن رعب المسئولية والتغيير إلى أمن المألوف والمعتاد...
منا من يهرب من مواجهة حتمية التغيير إلى اللهو، أو المحرم، أو حتى الفراغ!
منا من يهرب من الحقيقة إلى فلسفتها، وتنظيرها، والقراءة عنها...
ثم منا من يهرب من الأفضل الى الفاضل ومن الواجب إلى المندوب... كمن يتعجّل في صلاته ليحضر درسا يرجو التقرّب فيه إلى الله، أو من تبرر لنفسها إهمالها في أورادها وأذكارها بحجة الدعوة إلى الله، أو كالأم التي تتشاغل عن طفلتها التي تطلب منها قضاء بعض الوقت معها بحجة أنها مشغولة بشراء الملابس لها، أو بالسعي لتأثيث غرفتها...
فهي مشغولة بها عنها!!
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: ( ذكر الله )"
إن سعيَنا في هذه الدنيا شتى... ولكن مهما طال السعي، لا بد من وصول، ومهما طالت الغفلة لا بد من يقظة، ولكل غافل يقظته.... {ولكلّ قوم هاد}
لكلٍّ منا ذلك الهاد، أو الحَدَث، أو الشخص، أو الموقف الذي - إن أحسن فهمه واستغلاله - تمكن بواسطته أن يوقف مسار غفلته.. ويوقظ وعيه ويجدد همته، ويصحح مساره قبل موتته...
وإلا فكان كمن قال عنهم الأثر:" الناس نيام... فإذا ماتوا انتبهوا."
و
"ما عمل ابن آدم عملا إلا لقي الله تعالى وعليه رداء عمله"
ثم
"يُحشر المرء على مات عليه."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق