نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاثنين

عوائق في طريق تزكية النفس - الدنيا

تكلمنا وتوسعنا في مفهوم نظافة الروح بالصلاة. والطريق إلى الوصول إلى أي هدف كما يبين العلماء هو: (وجود شرطه وانتفاء المانع) وشرط التزكية: سلوك الطريق باتجاهها بالعبادات والطاعات. وينتفي المانع بإزالة العوائق. وسوف أتكلم عن أهم عائق يقف في طريق تحقيق الهدف المرجو من الصلاة، الا وهو أكبر وهم نعيشه، واسمه "الحياة الدنيا"

الدنيا:

يقول الإمام الغزالي: "إن الخشوع في الصلاة ليس تدريبا عقليا نقوم به فنخشع، وإنما هو عمل قلبي..فالقلب هو الذي يستشعر الخشوع.. ويعينه على ذلك إحداث في النفس الإرادة في التوجه إلى الله(= الشرط) وتفريغ القلب من الدنيا(=انتفاء المانع)، وإن لم تستشعر الخشوع في صلاتك فلا تلم الشيطان، ذلك أن الشيطان خنّاس، فإذا ذكر الله خنس، فليعلم المصلي أنه إن فكر أثناء صلاته فذلك ليس من الشيطان، وإنما لأن الدنيا في قلبه - كمن يحمل قطعة لحم أمام كلب جائع ويطرده، فهل ينصرف؟ لا بد من التخلص من قطعة اللحم ( وهي الدنيا)!

فما مفهوم الدنيا الذي يجب أن نتخلص منه؟ يقول في ذلك الإمام الغزالي: " إن أي شيء نتصور له قيمة بحد ذاته فهو دنيا"، سواء كان بشر أو عمل أو مادة.. إنما المفترض هو أن ننظر إلى الشيء من حيث ما يؤدي إليه أو ما يضيفه إلى آخرته. فإذا نظرت إلى الدنيا بهذا المفهوم زاد خشوعك.

إن سألتك نفسك ما الدنيا؟ قولي لها: كل ماحجبناعن الله من زوج وولد ومال وجاه ولهو، فهو دنيا، وأيضا الاشتغال بما لا يعني، كالعلوم التي لانفع لها، ففي الحديث "علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لايعنيه"

ليست هناك تعليقات: