نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاثنين

موتوا قبل ان تموتوا

لا يمكن ان تعاين الحق وأنت ترى بينك وبينه نفسك، وهيئتك، وملابسك وشخصيتك التي تستعرضها امام الناس، وأدوارك التي تلعبها أمامهم، وإحساسك بقدرتك وبتدبيرك..إنك باختصار لا يمكن أن تعاين الحق وأنت موجود بكل هذه الكثافة والثقل في عالم الأجساد

كلما تخففت من أثقال وجودك المادي والتقديري كلما استطعت ان تكون شفافا أكثر، تمتص انوار الحق فتتجلى عليك ومنك. وعليك أن تتذكر ان الصلاة والعمرة والحج، كما فرضهما الله، هي أشكال وقوالب وجدت لتتدرب من خلالها على الحضور المتواصل مع الله، وعلى لبس أكفان الموت والتجرد عن ذاتك لمعاينة الحق، وإلا فما فائدة التجرد لأيام قليلة ثم نغوص في "الأنا" ودنياها حتى آذاننا بقية الأيام؟!

العبادات، كما وردت في كتب الفقه – هي محطات... فترات تدريب... القصد منها هو الوصول إلى العبادات المطلقة، إلى الطهارة المطلقة والصلاة المطلقة والزكاة المطلقة والصيام المطلق والحج المطلق، وإلا فما جدوى القرب من الحبيب المطلق لدقائق أو لساعات وايام ثم ياتي البعد والجفاء؟

عندما تغتسل وتغسل نفسك وروحك غسلا دائما، وعندما تتوضأ من الداخل والخارج وضوءا دائما، وعندما تصلي صلاة دائمة فتكون في حضرة الحق ليلك ونهارك، وعندما تصوم عن الحرام والإسراف صوما دائما، وعندما تلبس أكفان الإحرام لبسا دائما، وعندما تكون حركتك في الحياة طوافا دائما وسعيا دائما ووقوفا في حضرة الحق وقوفا دائما، تكون قد أفدت واستفدت، ومت عن نفسك لتحيا وتتجلى أنوار الحق فيك.

ليست هناك تعليقات: