والرياضة البدنية أنها تخرج السموم من الجسد من خلال التعرق الحاصل من
ذلك الجهد. فإذا اغتسل الشخص بعدها عاد جسمه نقيا من تلك السموم، يشعر
بالانتعاش والتجدد يعم جسده. حين قرأت هذه المعلومة تذكرت بها كلمات كنت
قد سمعتها من الطبيب في إحدى المرات حين كانت أمي تعاني من حمى شديدة.
إذ وصف لها مخفضات الحرارة ثم أوصاها بالاستحمام كلما انخفضت الحرارة،
وتعرق الجسم، وذلك لغسل السموم والميكروبات المسببة للمرض، والتي أبرزها
التعرق لسطح الجسد.
فقلت في نفسي: سبحان الله، لعل "السموم النفسية" تشابه السموم البدنية؟
... لعل الابتلاء والألم والتحديات التي تواجه الواحدة منا في حياتها هي
بمثابة "الجهد النفسي" أو الرياضة النفسية"، أو ربما "الحمى النفسية"
التي يحصل بها نوع من "التعرق النفسي" إذا صح التعبير، تخرج من خلاله
سمومنا النفسية، وهي نقاط ضعفنا وعيوبنا ونقائصنا. فإذا واجهناها
وتعاملنا معها وعملنا على تخليص أنفسنا منها، كان ذلك بمثابة عملية
الاستحمام النفسي، الذي ينقي الروح ويجدد نشاطها.
فلنتقبل التحديات، ولنثبت أنفسنا ونصبرها على الجهد، ونمنيها بالعافية
القريبة، والشفاء التام، حتى نعيش حياتنا بعدها بنفس نقية ناضجة، ثم نلقى
الله بعدها بروح زكية راضية..
وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟
اللهم إني اسألك نفسا مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك،
وتتشوق إلى لقائك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق