نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السبت

سلسلة ترويض النفس

-1-
{يأيها الإنسن إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}(الإنشقاق6)
إنها الدنيا، لا راحة فيها. نجد أنفسنا نجوب الأرض طولا بعرض لنبحث عن السعاده! وننسى أنها فانية ولن نجد فيها ضالتنا. إن ما نبحث عنه غير موجود هنا، بل هناك في الجنة، وأخشى إن سعينا وراء سعادة الدنيا يضل بنا الطريق، فلا نصل للسعادة الدائمه..الأخره!
فلنعهد طريق الجنة.
-2-
{وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين}(الأعراف47)
عهدنا الطريق ونجاهد أنفسنا حتى لا تزل بنا القدم، و حسبنا رحمة الله بنا ليمن علينا بفضله فلا نضل المسير!
فإنما هي نفس نروضها لنظفر بالجنة، وإنما هي زلة نقاومها لكسب الأخرة.
فصبرا جميلا والله المستعان.
-3-
{إنك ميت وإنهم ميتون}(الزمر30)
هي بمثابة الإنذار، أو الصعقه الكهربائيه التى قد تصيبنا حين يغيب الموت من نعرف!
وكأننا لا نفيق إلا في تلك اللحظه التى يتجلى لنا فيها شريط حياتنا، ويتسرب الخوف لأنفسنا حتى أننا نكاد نتذوق طعم النهايه. وفي زخم تلك الأحاسيس نقدر كم هي نعمه أن لا تزال أمامنا فرصة لنلحق بأنفسنا، ونعدل المسار!
-4-
{وكلهم آتيه يوم القيمة فردا}(مريم 95)
لنعد العده لذلك اليوم لنتجرد من أثقال لطالما أنستنا هذا اليوم!
حتى أقرب حبيب سيتركنا في هذا اليوم، نفسي نفسي!!
فهل سنظل نسعى لإرضاء بشر؟
-5-
{وقفوهم إنهم مسئولون}(الصافات 24)
لو علمنا أننا سنسئل عن كل شيء، لفكرنا مليا قبل أن نقدم. لو تخيلنا منظرنا يوم الموقف العظيم، لتحرينا ما ينجينا في ذلك اليوم.
هناك خلل كبير في مفاهيمنا، وصدع أكبر في نفوسنا.
إن لم يرحمنا الله منهما، متنا ونحن أحياء!
-6-
(.. و من يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيئ قدرا}(الطلاق 3)
كم هو حر ذلك الطائر فلا يحتاج إلى أرض تحمله، فمتى ما قرر الإنطلاق أطلق لجناحيه العنان.
هذا مانراه ولكن لنقف لحظه ونتأمل..
الطائر يأتمر بأمر قائد السرب، فإن غرد خارج السرب وحيدا مات!
هو صيد سهل للبشر، ويطير يومه بحثا عن الطعام!
إن حريته ظاهريه، أما في الباطن فهو مكبل بقيود، إن تمرد عليها قد يخسر حياته!
فحاله من حالنا، والفرق الجناحين. كل شيئ بقدر، فلنسلم أمرنا لله‎.
-7-
{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا}(النساء69)
مفهوم الطاعه يكون بالتسليم التام لما أنزل الله وقال رسوله، والثمن رفقتهم.
كم هو كريم ربنا، يمنحنا كل هذا ولا تزال أنفسنا تتوق للدنيا؟!!
ويحك يا نفس! كفي عن طلب الدنيا، ويكفيك تخبط، وأطيعي من بث فيك الروح وكرمك، لعلك تظفري بالثمن.
-8-
{أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا}(النساء82)
لو تدبرنا معاني القرآن لوجدنا دواءا لكل علة، وجوابا لكل مسأله.
عندما نقف على المعنى، سنجد فتحا عظيما، ونورا يضيئ نفق الحياة الذي طالما أظلمته الدنيا.
-9-
{والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم، ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون}(العنكبوت 7)
لو اقترن كل عمل لنا بنية صادقة لله، لأصبحت حياتنا كلها لله.
إن معانتنا تنبع من رغباتنا، وكلما قلت تلك الرغبات قلت المعاناة.
فلنستسلم لأمر الله حتى نحظى بسلام داخلي يملؤنا رضا وسكينة.
ولا ننسى أن الطريق لا يقودنا، بل نحن من نختار المضي قدما فيه!
-10-
{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولائك يتوب الله عليهم، وكان الله عليما حكيما}(النساء 17)
لنقف مع أنفسنا موقف حاسم، ونمنعها من الجنوح للرغبات، ولنروضها على التوبة السريعة، والثبات على الحق.
قد يكون الطريق صعب ووعر، لكن بيدنا تعمير حطام أنفسنا وشحذ هممنا للوصول لمبتغنا جميعا... جنة وريحان، ورب راض غير غضبان.
عرفنا فلنلزم!

ليست هناك تعليقات: