نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجمعة

طريقي ١٦-٢٣

طريقي 16:
عندما ننظر للحياة بعيون الآخرين نكون أكثر نضجا، وعندما نتخلى عن التعصب لرأينا نكون حتما أكثر وعيا!
فالإداراك هو التخلي عن النظرة المنفردة والسماح للأخرين بالمساهمه بإثراء الفكر.
والعمق غالبا يتحقق بالخروج عن الدارج والمألوف إلى المختلف، وذلك يتطلب ثقة بالنفس ومرونة للتغير!

طريقي 17:

العطاء الحقيقي قائم بذاته لا يحتاج المقاب،ل فهو يعزف منفردا و ينمو مستقلا!
المعطي غالبا ما يستمتع بعطاءه فهو يشكل له نبضه وحياته الذي يتوقف إن توقف!
وإذا كان هذا عطاء البشر فكيف عطاء رب البشر؟ إنه يدهش الروح والعقل، فقطرة من عطاءه تروي ظمأ الروح وتأسر القلب، وحتى يمكن للعبد أن يتمتع بعطاء الله عليه أن يعي معنى التوكل التام ويطبقه على جميع تفاصيل حياته وسيذهل لما تمطر عليه السماء.

طريقي 18:

الرضى إحساس داخلي بالإكتفاء عندما يتخلل النفس يملؤها سعادة وإطمئنان.

ينعكس ذلك الشعور على صحة الروح والجسد، فالراضي يملك نظره ثاقبة، وتبدو الأحداث له أكثر قبولا وإن قست!
فالرضى يخلق طاقة عجيبه ترقى بصاحبها لمرتبة لا تصل إليها الأنفس إلا بالإستسلام التام لأمر الخالق ومن يصل تلك المرتبه امتلك نفسه وسخر الله له مايريد.

طريقي 19:

مواجهة ما بداخلنا يحتاج لشجاعة وإدراك.
وحتى لا يتحول ما بداخلنا إلى وحش كاسر لابد أن نروضه ونشد لجامه‎ ‎فمواجهة الألم تتطلب وعي.. ومواجهة الحب تحتاج لقرار!
وحتى نستطيع السيطرة لابد أن نقر بوجود الألم كماضي نتعلم منه ونمضي باتجاه ما نحمل من حب ونمنحه الطاقه اللازمه، وعندها فقط نستطيع إيقاف الزمن على لحظة الأمل والعيش فيها دائما.
فالقرار لنا، بأيدينا أن نشكل الحل أوالعقبة!

طريقي 20:

الشعور بالغربه فراغ كبير لا يكاد ينتهي بلا ألم!
البعد وحده لا يمثل ذلك الشعور، فقد يتجلى ألم الغربه ونحن بين الأهل، عندها ينتابنا إحساس بإنعدام التوازن وفقدان الهوية !
للتغلب على هذا الألم علينا أن نرضى ونمضي، لأننا إن لم يكن لنا حق اختيار الغربه فلنا حتما اختيار الوطن!

طريقي21 :

الراحه التى تملأ القلب والروح شعور ممكن وقابل للتحقيق، ولكنه يتطلب الكثير من التخلي والانسلاخ عن المتعلقات الخانقه!
هو شعور عميق بالرضى والإستسلام دون أدني محاوله للمقاومة.
فالروح مجبوله على التجرد، والمتعلقات تثقل كاهلها وتسلبها صفائها وتجنح بها بعيدا عن سجيتها!
أحيانا الرغبه بالوصول لتلك الراحه قد يفقد الفرصه بالحصول عليها، فثمة خيط رفيع بين إرادة الشي وطريقة تحقيقه، وأية مبالغة قد تقطع ذلك الخيط وتقبر أي فرصه لمحاوله جديده! فقد نريد الشيئ بقوة، ولكن محاولتنا لتحقيقه بطريقه خاطئه قد يؤدي لفشله وفقدان الرغبه بإعادة المحاولة لأنه يبعث الشعور باليأس. لذا لا بد من المحاوله بمرونة حتى لا ينقطع ذلك الخيط الرفيع.

طريقي 22:

الحب الحقيقي يرقى بالنفس إلى السمو، ويطهر القلب من الشوائب، ويفجر طاقات لا حدود لها.
غالبا لا يرتبط ذلك الحب بالشهوات والرغبات، فهو ينمو بأرض خصبة، فلا يتأثر بالعوامل الخارجية، بل يستمد غذائه من ذاته!
فهو يبعث بالنفس شعور جميل، بمجرد الرجوع إليه تسكن النفس وتهدأ!
لا يأتي هذا النوع من الحب إلا مرة واحدة ويبقى إلى الأبد.

طريقي 23:

لحظة الإنفصال عن الواقع هي تلك التى تعزل الروح عن العقل فترقى بها في ملكوت الخالق وتغدو الأشياء أكثر صفاءا!
ليس المطلوب هنا الهروب من الواقع، بل النظر إليه من موقع بعيد عن أحاديث العقل الجانبيه التى غالبا ما تغرقنا!
عندما نصل إلى ذلك الإنفصال نستطيع لمس موقع الخلل وتصبح معالجته مسأله ممكنه.
وبعد التجلي في هذه اللحظه نعود للواقع، فتظهر الأمور بشكل أكثر قبولا والروح أكثر رضا.

ليست هناك تعليقات: