أتمت معلمتنا حديثها في أحداث معركة بدر، وكيف أن الله تعالى قد أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بأحداث المعركة وبشره بنتائجها قبل قيام المعركة، حتى أنه صلى الله عليه وسلم سار مع الصحابة قبل المعركة، وأشار للصحابة بمصارع الكفار، وحدد موضع مصرع كل منهم، وكان كما قال صلى الله عليه وسلم.
إلا أنه رغم علمه بذل جهده في الاستعداد للمعركة، واختيار الموضع وتنظيم الجيش، وتنسيق الأوامر. ثم دخل خيمته، وجلس يدعو ويتضرع ويرجو الله تعالى، وكأنه لا يعلم النتيجة!! حتى إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أشفق عليه، وطمأنه وطلب منه أن يهدئ من روعه فإن الله ناصره!
ثم تذكرت كيف أنه صلى الله عليه وسلم بشر أهل بدر بالجنة، وأنهم لن يضرهم ما عملوا من بعد بدر!
وتذكرت كيف أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
فقلت في نفسي: هذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل على أن المطلوب منا في سعينا في هذه الحياة أن لا نتعدى لحظتنا الحاضرة، وأن نعطيها كل حقها. ألا نشغل أنفسنا بحزن على ماض، ولا قلق أو اتكال على آت. فالمؤمن "ابن وقته"، منشغل بحق وقته، حتى أنها لو حضرته الساعة وفي يده فسيلة فإنه مأمور بزرعها، رغم علمه بأنها ستزول بعد لحظات، لكنه غير مسئول إلا عن اللحظة التي هو فيها!
الله تعالى بشر رسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر والدرجات العلى من الجنة، وبشر بها أهل بدر، وغيرهم من الصحابة، ولم يفكر واحد منهم أن يتكل على هذا الضمان، رغم أنه ضمان وتأمين إلهي، ولا ضمان فوقه، ولا تأمين مثله! بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل حذيفة بن اليمان خشية أن يكون قد ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن المنافقين!!
ترى لو ضمن الواحد منا حسن ختامه، أكان يعطي لحظته حقها كما أعطوها؟
ليتنا نتعلم كيف نوقف قطار أفكارنا، ونحفظ طاقتنا من أن تتبدد فيما قضى الله أو فيما ضمن.
إنها دعوة لنتعلم كيف نعطي اللحظة حقها وطاقتها.. لنتعلم كيف نكون "أبناء وقتنا”.
هناك تعليق واحد:
اللحظة هي كل ما نملك و لكننا للأسف نهدرها بالتفكير بما يليها من لحظات و كأننا نملك تحقيقها؟! من شأن التسليم التام لأمر الله أن يضفى على النفس نوع من السكينة فتبدو الأمور أكثر قبولا فلا أذكر أنني استمتعت في يوم بقدر ما استمتعت و أنا أمارس رياضة السباحة و لعل ذلك لأنني أستخدم كافة أعضاء جسدي لممارستها بما في ذلك العقل فهي تحتاج لعيش اللحظة بكاملها و هذا يجعل الإستمتاع بتلك الرياضة أمر حتمي.
ليتنا نعود أنفسنا على عيش لحظات حياتنا بشكل كامل فقد نستمتع بكل شيء مهما كان بسيط كما أن التعود على إعطاءاللحظة قيمتها يجعلنا نقدر كل لحظة و تكون اللحظات التى نقضيها مع من نحب ذات معنى مهما كانت سريعة.
إرسال تعليق