اليوم التفسير في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ 45 وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 46 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 47 وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ 48
المعنى الأصلي في مفهوم اللقاء هو لقاء الجهاد بأنواعه، لكنه يصح في كل لقاء يتسم بالشدة أوالصعوبة في حياة كل من...أي شدة أو أي تحد نلقاه في مسيرتنا في الحياة الدنيا... فهي إذن آيات الخطا في هذه الحياة..
فلنتأمل فيها معا، وليساهم من يحب بخواطره مشكورا :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ 45
عند الشدائد أو مواقف الخوف أو الشدة فإن القلب لا يسكن بل يقلق ويضطرب، فأمَرَ الله تعالى المؤمنين بالذكر كي يثبّت اللسان القلب على اليقين، فالذكر تذكير له، والذكر سلاح المؤمن، والمؤمن إذا ذكر الله تعالى صار متّحدا متناغما مع الكون، ومتناسقا مسترسلا معه، لأن الكون كلّه في تسبيح متواصل ومستمر، و{إن من شيء إلا يسبح بحمده}.
وقد يصعب على الإنسان أن يستحضر ذكر الله تعالى وهو في غمار عمله ولو كان في سبيل الله، إذ كيف يتحقق له الذكر وهو مشغول بمدافعة عدو أو إنجاز مهام دعوية قد تحتاج منه منتهى التركيز والانغماس؟
والجواب: أن الذكر هنا يكون باستحضار النية وتجديدها قبل البدء بالعمل، ثم ابتداء العمل بالذكر باللسان، ثم-وهو في خضم العمل- يتحقق عنده الذكر حين يدفع العوارض والوساوس التي تواجهه وتعتريه في عمله.
فقد يعتري المجاهد مثلا عارض بأن يقتل من سلْبه كبير فيربح منه، أو أن يقتل من يود الانتقام منه، أو تعتري العامل في سبيل الله حظوظ النفس أو طلب الشهرة، أو تعتري المصاب بشدة أو مرض المخاوف أو سوء الظن الله الخ، ..فهنا يكون ذكره لله تعالى على هيئة دفع تلك العوارض ونفي تلك الوساوس والعودة بالنفس إلى رحاب مرضاة الله تعالى.
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ 46
والثبات لا يكون إلا على طاعة الله ورسوله، وإلا كان ثباتا على غير سبيل الحق، فيلزم من تحقق الثبات العلم بما يحقق طاعة الله ورسوله، إذ كيف أطيع دون معرفة الأوامر والنواهي؟ وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن ألزم لوازم العمل في سبيل الله -أو مطلق السعي في هذه الدنيا- أن يحدث الخلاف، إذ الواحد منا يعيش في مجتمعه، ولا مفر من تباين الآراء وحصول الخلاف..
فإن كان المؤمن -أثناء سعيه في حياته- مجددا النية، مستحضرا لذكر الله في قلبه، سلِم من النزاع، لحصول "الذكر" واستحضار معنى الإخلاص في العمل لله، ودفع عوارض حظوظ النفس...
أما إذا حصل الخلاف في غفلة عن ذكر الله فحينئذ وقع النزاع، وحصل الفشل في الامتحان، أو الفشل في الثبات في الأزمة أو الشدة، فتذهب ريح النصرعن جماعة المؤمنين أو تذهب ريح التوفيق والبركة عن المؤمن في سعيه..
فاثبتوا أيها المؤمنون على ذكر الله، والطاعة لله ورسوله، وانبذوا الخلاف، واصبروا على ذلك كله فيحصل لكم الفلاح، واعلموا أن الله مع الصابرين.
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 47
وإذا سعيت يا مؤمن في الدنيا أو في جهادك أو دعوتك، فاحرص أن لا يكون سعيك وحركتك في الدنيا بطرا أو حبا للمظاهر أورياءا، واحذر أن ترتكب في سعيك من الأعمال ما يعتبر صدا عن سبيل الله، فكل ما لا يرضاه الله هو صد عن سبيله بحسب درجة الفعل، وكن على يقين بأن الله محيطٌ بسرك وجهرك.
والساعي بالبطر هو الغافل عن ذكر الله، الذي يرى نفسه في ماله وقوته المادية ويعتمد عليها، ولا يرى فيها قدرة الله وعطاءه وتمكينه له... فهذا ينازع الله تعالى في سلطانه، ولا بد من أن يمتحنه الله ويكسر شوكته كما كسر شوكة قريش حينما جاؤوا بسلطانهم وكبرهم.
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ 48
ولا تخلو محنة أو معركة أو سعي يسعى فيه المؤمن إلا ويشارك فيه الشيطان وجنده بوساوسهم... ووسواسهم وإغراءهم يكون على أحد وجهين: اما أن يشجعه في غَيّ وجده عليه، أو يخذله عن خير يريده...
ولا تخلو محنة أو معركة أو سعي يسعى فيه المؤمن إلا ويشارك فيه الشيطان وجنده بوساوسهم... ووسواسهم وإغراءهم يكون على أحد وجهين: اما أن يشجعه في غَيّ وجده عليه، أو يخذله عن خير يريده...
فإذا حانت لحظة الحقيقة - عندما يواجه الفاعل عواقب فعله إما في الدنيا أو في الآخرة عند لقاء الله - تبرأ الشيطان ونكص وترك ابن آدم بلا نصير ولا ظهير، وتلك هي سنة إبليس وجنده من الجن والإنس.
ولا شيء أغيظ لهم من حصول "الذكر" عند المؤمن، وتنزل رحمة الله تعالى على المؤمنين...
لذا قال صلى الله عليه وسلم:((ما رُئِيَ الشيطان يوماً هو فيهِ أصغرُ، ولا أَدْحَر، ولا أَحْقَر، ولا أَغْيَظْ منه في يومُ عرفة، وما ذلك إلاَّ لِما رَأَى من تَنَزُّل الرَّحمة إلاَّ ما أُرِيَ يوم بَدْرٍ)) لأنَّهُ رَأى النَّصر المُبين، وهذا لا شكَّ أنَّهُ يَغِيظُهُ لما رَأَى من نَصْر ((قيل: وما رَأَى يوم بدرٍ يا رسُول الله؟ قال: أَمَا إنَّهُ قد رَأَى جِبريل يَزَعُ الملائكة))، أي يصُفُّهُم، ويرَتِّبُهُم، يُقدِّم ويُؤخِّر، وإذا حَضَر الملائكة، حضر النَّصْرُ معهُم،
لذا قال صلى الله عليه وسلم:((ما رُئِيَ الشيطان يوماً هو فيهِ أصغرُ، ولا أَدْحَر، ولا أَحْقَر، ولا أَغْيَظْ منه في يومُ عرفة، وما ذلك إلاَّ لِما رَأَى من تَنَزُّل الرَّحمة إلاَّ ما أُرِيَ يوم بَدْرٍ)) لأنَّهُ رَأى النَّصر المُبين، وهذا لا شكَّ أنَّهُ يَغِيظُهُ لما رَأَى من نَصْر ((قيل: وما رَأَى يوم بدرٍ يا رسُول الله؟ قال: أَمَا إنَّهُ قد رَأَى جِبريل يَزَعُ الملائكة))، أي يصُفُّهُم، ويرَتِّبُهُم، يُقدِّم ويُؤخِّر، وإذا حَضَر الملائكة، حضر النَّصْرُ معهُم،
فأشد الموقفين غيظاً للشيطان هما يوم بدر، ويليه يوم عرفة..
بلغنا الله تعالى وإياكم ذلك اليوم الفضيل، وأذاقنا رحماته، وأغاظ الشيطان ودحره وخيّب سعيه.
فبذلك تكون القوانين المستنبطه من النص:
فبذلك تكون القوانين المستنبطه من النص:
عند لقاء اي فثه سواء حرب أو عمل أو حاسد حاقد، أو ابتلاء يمر بالمؤمن:
1- الثبات
2- الذكر
3- طاعة الله ورسوله، فهو الميزان الذي نقيس فيه وهو وضوح الرؤية والرسالة باتخاذنا دين الله منهج ومنار.
4- نبذ الخلاف باستحضار الإخلاص.
5- الصبر أهم زاد للحفاظ على الوحدة.
6- تصحيح النيه والتخلية من الرياء وحظوظ النفس.
7- توخي الحذر من العدو الأكبر وهو الشيطان وجنده من الجن والإنس.
8- جهاد النفس.
1- الثبات
2- الذكر
3- طاعة الله ورسوله، فهو الميزان الذي نقيس فيه وهو وضوح الرؤية والرسالة باتخاذنا دين الله منهج ومنار.
4- نبذ الخلاف باستحضار الإخلاص.
5- الصبر أهم زاد للحفاظ على الوحدة.
6- تصحيح النيه والتخلية من الرياء وحظوظ النفس.
7- توخي الحذر من العدو الأكبر وهو الشيطان وجنده من الجن والإنس.
8- جهاد النفس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق