لا ينبغي لمن أراد العمرة إلا أن ينعزل فيها بقدر الإمكان عن رفقته..خاصة أثناء أداء المناسك،أو في الأوقات التي يقضيها في الحرم،فيستشعر فقره الحقيقي..بعيدا عن أشباح الأهل والخدم والتي توهمه بالقوة والعزة والمنعة..
إنه إن فعل ذلك وجد نفسه-وقد تعرت- تسير كسير الفقير،وتخضع في طلبها بخضوع الذليل،ويستشعر تدافع الناس حوله كتدافع يوم الحشر غير عابئين به ولا ملتفتين إليه..فإذا ضاق النفس واشتد الزحام جزع وفزع كجزع الطفل إذا ضاع عن أمه...
وإذا اتسع السبيل وهبت عليه نسمة من هواء عليل..انفرج قلبه واستشعر رحمة ربه واستبشر بالتأييد والمعونة..
تلك هي لحظة ادراك المعونة الصادقة،والمنعة الحقيقية،والعزة الباقية..
تلك هي الحقيقة،وما سواها وهم.
اللهم زهدنا فيما يفنى ورغبنا فيما يبقى،وهب لنا اليقين الذي لا تسكن النفوس إلا إليه ويعول عليه في الدين.
الخميس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
اللهم آمين.. أصبتِ في كل كل كلمة كتبتِها ما شاء الله ..
مدونة جميلة.. سأحرص على متابعتها إن شاء الله :)
إرسال تعليق