نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاثنين

لنتعلم رفض السلبية

قصة -1-: منذ يومين قمت بزيارة لعرض للمواهب الشبابية في الكويت، فلفت نظري نشاط قام به بعض طلبة إحدى المدارس. وقفت عند طاولتهم وطلبت من الطالب أن يشرح لي ما فكرة منتجهم؟ إذ لم أجد على طاولتهم سوى مجموعة من الشرائط الملونة وعليها مكتوب: "نعم أنا ايجابي"!!
قال لي الطالب: "لاحظت أنا وزملائي أن الأجواء حولنا جميعها سلبية. الكل يتكلم عن الأزمات الاقتصادية، صعوبة الحياة، انتشار الأمراض، الخ وصار الجو السائد هو جو شكوى وسلبية، فأحببنا أن نعمل على تذكير الناس بالتفاؤل، ومحاولة استبدال النظرة السلبية بأخرى إيجابية. لذا قمنا بعمل شرائط ملونة بأزهى الألوان، مكتوب عليها: "نعم... أنا إيجابي" نطمع أن يشتريها الناس وخاصة الشباب، ويعلقونها حولهم أو حول معصمهم، ليذكرهم كلما اتجهت أنفسهم للسلبية.
أعجبتني الفكرة لعمقها في بساطتها، فقمت بشراء مجموعة من الشرائط، وشكرت مجهودهم.
 
قصة -2-:  كنت في زيارة عائلية، وكانت إحدى قريباتي تحكي لنا عن لوحة اشترتها لفنان تشكيلي أيرلندي، ثم ذكرت أن البائعة مضت تحدثها عن طبيعة الفنان وشخصيته المميزة، وأنه في عامة التاسع والتسعين من العمر، وما  زال يمارس هوايته في الرسم رغم متاعب السن والضعف. ثم قالت لها: إن أكثر ما يميّز هذا الرجل أنه - رغم ما تعرض له من أمراض كثيرة- إلا أنه يرفض رفضا باتا نطق أو سماع أي شكوى.. حتى أنه يجتمع اسبوعيا للعبة البريدج مع أصدقائه، وأي شخص يشتكي من أي ألم أو مرض يُحرم من حضور جلسة الأسبوع الذي يليه!!
 
سمعت القصة فعلّقت: لعل هذا من أسباب طول عمره -ما شاء الله.
 
هدفي من ذكر القصتين: نحن في أمس الحاجة - وخاصة في مجتمعاتنا العربية- لتعلّم فن الإيجابية، ونبذ الشكوى.
إن نفسية الشكوى الدائمة والنظرة السلبية يستحيل أن تنهض بصاحبها نحو بناء. 
لن نتمكن من اشعال الضوء بإدامة الشكوى من الظلام. لا بد أن نثق بوجود الضياء، ثم نوجّه طاقاتنا - مهما ضعفت - نحو تلمّسه والعمل على إشعاله.
 
نعم...أنا إيجابية!!


 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نعم ...

لله سبحانه قد خلق الخلق مع رزقهم

لن يزيد التشاؤم ولا ينقص في رزق الإنسان وحياته

كيف نكون سلبيين ولله خير الرازقين ...

موفقة ... بإذن لله

نعم .... أنا إيجابية