نظرا لانشغالي بأولويات حياتي، ورغبتي في التفرغ للأهم منها، فإني أعتذر عن الاستمرار في الكتابة في المدونة، شاكرة كل من ساهم وشارك وقرأ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاثنين

لطف الله تعالى وعدله

لعل من مظاهر لطف الله على عباده أنه مع اقتراب الساعة وظهور علاماتها- من تقارب الزمان وتسارعه- أنه سبحانه قد عوض أهل هذا الزمان بتوفير وسائل من شأن من أحسن استخدامها أن تعوضه بالبركة والنفع.
فنحن - إن كنا في زماننا هذا نشكو من الكثافة وتسارع الزمان وقلة الوقت- فلا نغفلن أن الله تعالى قد هيأ لنا من الوسائل ما لم يهيء لمن كان قبلنا.
فالعلم يصل إلى من يطلبه منا في بيته بفضل اتساع وسائل الإعلام والاتصال. والرحلة والتنقل-لمن أراد بهما وجه الله تعالى- فوق التصور من اليسر، فإن كان من قبلنا يضطر لأن يسافر شهرا ليطلب حديثا واحدا، فإن من أراد عملا في سبيل الله اليوم أمكنه الرحيل والرجوع في يوم أو يومين!
ومن ابتغى التفرغ للعبادة فقد هيأ الله له من وسائل الراحة وآلات توفير الوقت ما لم تتهيأ لمن كان في السابق ينشغل عن عبادته بأداء مهام نفسه وأهله.
فكما أن الله-سبحانه- أكرمنا بأن أمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة وجعل ثوابها كخمسين صلاة، فإنه -سبحانه-لما اقتطع من نهارنا طوله جعل لنا من الآلات والوسائل ما يعوضنا عن المفقود منه، لو نظرنا إلى تلك الوسائل كذلك، ولو نوينا في استخدامها ذلك.
لكنها تظل وسيلة، وسلاح ذو حدين، ولكل سلاح آفة.
فكما أن آفة الوقت سوء استخدامه، فكذا آفة الوسيلة النظر إليها كغاية، والانشغال بها عن غايتها!
{فخذ ما آتيتك، وكن من الشاكرين}

هناك تعليق واحد:

H يقول...

تأمل رائع!